سلطان الأحرف و الكلمات
عبدالصمد زيبار
تحتبس الأحرف و الكلمات , تأبى الانقياد ماسكة بلجام البيان , خانقة لفضاء الانطلاق , دافعة بقواها الخفية أبواب الانطواء , ملقية برداء الخوف و الرهاب.
تظل قابعة في دهليزها الضيق,تدفع بجهدها اللقا ارتعاش و عبوس,شهيق و زفير,احمرار و اصفرار, تتلبس بكل ألوان الطيف و تتشكل على كل حالات الجنون لئلا يحظى بصفائها الأغيار و يصطاد انسيابها الغرباء.
حينما تصبح الأحرف رصاصات و تستحيل الكلمات إلى مشانق,و تصنع الكلمات الرغبات و المطامح , تقود سواها و فقا لهواها,حينئذ يكون سلطان الأحرف و الكلمات.
حين تضن الكلمات , تضرب المسافات لكي لا تستباح الأحرف عبر الأثير , يترك الإفصاح و تضمر الأحاسيس , تهجر النوادي و يترك السامرون, يستطاب الاختلاء و تعشق الوحدة.
كي لا تولد أحرف و كلمات.
تعزف سمفونية الصمت و يغنى نشيد السكون, ترقص فاتنة الغياب و تتلألأ نجمة السكون, تمور السكينة و تموج و يدوي بريق الظلام .
كي لا تولد أحرف و كلمات
تستعر الحروب و تجند الكتائب, ترمى النيران و يقذف الجموع , تفرغ الساحات و يفوز الفراغ.
كي لا تولد أحرف و كلمات
حينما تشتهي الكلمات وأد الأصداء و النغمات, تقدس الكتمان و تدنس البوح و الكلام, ترتد كما البرق تضيء و لا يثبت منها شيء.
لم تكتحل العين بالعين حتى يأتي الفطام سريعا ليلقي بعلقمه المزيح لحلاوة الأنس و الوصال,
أيتها الأحرف و الكلمات العابرة على ممرات الصمت و الألم , لم تهجرين أنس الهمس لتضاجعين سواد الظلام و السكون , تنكثين غزل الأحباب لتنسجين خيوط الاغتراب , ليتك تعشقين العبور على أجنحة السلام لتولدين أحرفا و كلمات.
أنت ممزوجة بآلامي و أشواقي, هطولك أنفاس تنسمني و قطرات تحييني.
آه ما هذه الأشواق التي باتت تستجلب مآقي.
و ما هذا البلسم الذي تستجديه أنفاسي.
أيتها الصويحبات في بعدكن تكتحل العيون بالأقذاء, و تملأ الأسماع بالأشجان ,و يتغنى الجنان بلحن الوصال.
حينما يفضح القلم مأزق اللسان
//
//
من فضلك
//
//
//
تكرما و تفضلا
//
//
أعد قراءة النص بعنوانه المكتمل :
سلطان الحرف و الكلمات
من يوميات متلعثم سابق
عبدالصمد زيبار