رثاء شاعر طيبة الشيخ محمد ضياء الصابوني
قصيدة رثاء شاعر طيبة فضيلة الأستاذ الشيخ محمد ضياء الصابوني مداح رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي توفي يرحمه الله يوم الجمعة 21 رجب 1434 الموافق 31 مايو 2013 ودفن بمكة المكرمة
***
رثاء شاعر طيبة
***
شعر
صبري الصبري
***
بالحزن أرثي ذا السناء (ضيـاءَ)
مَنْ شِعرُهً قـد سابـق الشعـراءَ
في مدح طه المصطفى خير الورى
فأفاض في ذاك المدى الأضـواءَ
وانهل من طهر المحبـة شـدوه
عذبـا بهيـا يـمـلأ الأجــواءَ
ويبوح بالحب الصدوق ل(أحمـد)
يهـدي الجميـع مديحـه إهـداءَ
وينيـر درب السائريـن بحبهـم
نحو الحبيـب قصيـدُه يتـراءى
برقائق الإنشـاد شنـف سمعنـا
يحـوي ولاء راسخـا ووفــاءَ
ويشيـر للفـذ المضـيء بنانُنـا
فخـرا يواكـب بالشمـوخ ثنـاءَ
عبـر العقـود تعـددت آثــاره
تتـرا تهـل نضـارة وصـفـاءَ
بالعلم والتعليـم أمضـى عمـره
شيخـا جليـلا نابهـا معـطـاءَ
لغة الكتاب الحـق بيَّـن نحوهـا
والصـرف والأصــداف والألاءَ
وقواعد الإملاء أوضـح أمرهـا
وأبانهـا وأنالـهـا استقـصـاءَ
وأحاطها يسـرا بسيطـا مسهبـا
كالنهر يجـري للجميـع سقـاءَ
يروي العقـول مبشـرات نقائـه
ويخص من بين الـورى الأدبـاءَ
فالشيخ درَّسهم دروسـا أثمـرت
وسل الكـرام السـادة الخطبـاءَ
وبحور شعر كان يسبـر غورهـا
غوصا ونهلا .. حكمـة وذكـاءَ
واختص طيبـة بالمديـح لأنهـا
حوت الرسول المجتبى الوضَّـاءَ
وثوى قريرا فـي نداهـا هانئـا
فيها يجـوب بروضهـا الأنحـاءَ
يحيا بقرب المصطفـى مستمتعـا
بـجــواره يسـتـعـذب الآلاءَ
ويسطّر الشعر الجميـل بوصفهـا
شعـرا سيبـقـى لـلأنـام رواءَ
شعرا رقيقا في مديـح (محمـد)
حلـوا غزيـرا للقـلـوب دواءَ
يشفي غليـل العاشقيـن لطيبـة
ويكـون وصـلا طيبـا ولـقـاءَ
وبحـب آل البيـت كـان مميـزا
فخمـا يوافـي للـكـرام نـقـاءَ
ويحوز من لقيا الأفاضـل رفعـة
أسدته في سوح الصفـا إعـلاءَ
وبمكة الخيرات عـاش بأرضهـا
يرنـو بعيـن محبهـا الأرجـاءَ
ويقول فيها من قصيـد غرامـه
قـولا يفـيـض مــودة وولاءَ
بمحاسن التعبير عـن أم القـرى
تزهو الحروف تعطـر الأصـداءَ
ويصاحب الأخيار فيهـا ساطعـا
يدلـي بحـسـن كـلامـه إدلاءَ
شهمـا وقـورا باهـرا متألـقـا
شيخـا نصوحـا للعـلا بَـنَّـاءَ
يمتـاز بالحسنـى يعلّـم غيـره
علما تتابـع مـن لدنـه عطـاءَ
وإذا رأيت الشيخ يحضر مجلسـا
فلسـوف تسمـع قمـة علـيـاءَ
حبا لطه المصطفى نـور الهـدى
من بث فينـا شرعـة عصمـاءَ
وأجـاز (حسانـا) بمـدح يانـع
بشرى فنال من الحبيـب دعـاءَ
يا شاعرا عاش الحيـاة جميلـة
فـي حـب طـه بهجـة وسنـاءَ
نرجو لك الفردوس خلـدا تلتقـي
بجنـان ربـك بالهنـا النعمـاءَ
بجوار (أحمد) من مدحـت فإنـه
نعم الجوار وقـد لقيـت قضـاءَ
وبه تنال مـن المهيمـن رحمـة
عظمى تعم مع السرور (ضيـاءَ)
فامنن بذلك يا كريـم وهـب لـه
ما قد وهبـت عبـادك السعـداءَ
صلى الإلـه علـى النبـي وآلـه
ما ضـم جـوٌ للصـلاة نـداءَ !!