هؤلاء الأطفال.. يجب تشجيعهم
في كثير من المدن تختار وزارة التربية أمكنة لإنشاء مدارس في أطرافها، وتكون سعة مثل تلك المدارس تزيد عن ألف طالب أو طالبة، وبعد بضع سنين تزدحم المنطقة بالمنازل والأسواق، وتصبح تلك المدارس في وسطٍ يصعب على التلاميذ التحرك فيه دون خوف من السيارات المارة، سواء التي تحمل هؤلاء التلاميذ أو غيرها.
وتكون ذروة مرور تلك السيارات متكثفة في ربع أو نصف ساعة وقت الصباح حيث يبدأ الدوام الرسمي، أو وقت ما بعد الظهيرة، حيث ينتهي الدوام. فقد تمر عشرة أو عشرون سيارة في دقيقة واحدة، يحس فيها التلميذ بالإرباك بالكيفية التي سيعبر بها الطريق متوجها لدخول المدرسة.
تكلف إدارة بعض المدارس عدداً من التلميذات أو التلاميذ ليقفوا أمام المدرسة لتسهيل عبور زملائهم الى المدرسة، فيحمل هؤلاء التلاميذ قطعة بحجم مضرب تنس الطاولة ملونة بلون أحمر ومكتوب عليها كلمة (قف) فيرفعونها بين حين وآخر ليسهلوا عملية مرور زملائهم.
هناك من السائقين من يزجر هؤلاء التلاميذ، أو يسمعهم بعض الكلام الذي لا يليق بهم وبالمسئولية التي تطوعوا من أجلها، وهناك من يبتسم في وجوههم وينصاع لأوامرهم الصغيرة، وبين الحالتين فرق كبير.
قد تكون مهمة التلميذ الذي كُلف بالوقوف لتنظيم دخول زملاءه، الأولى بين المهام التي تدخله في عالم الانضباط وحب العمل الجماعي، فإن رآها تؤدي فائدة، فإنه سينذر نفسه لتطوير مثل تلك المهمة بمهام أكبر في خدمة الآخرين والوطن، وإن رآها تنتهي بلا شيء، أو أن يرى أحد زملاءه قد دعمته سيارة أحد المستعجلين المستهترين، فإنه سيبني على ذلك الموقف نظرة تشاؤمية قد تنتهي بعدم إقباله على التطوع في أي عمل عام.
فمن الضروري تشجيع مثل هؤلاء الأطفال، ليكون حب العمل العام رائدهم في انخراطهم بالمجتمع بروح وثابة.