شموع تحت المطر (*)
عبدالوهاب محمد الجبوري
الاهداء : اليها ...
*****
أعطتني ورقة،
لكني أخذت الدفترْ
أعطيتها يدا فلم تأخذ ...
بينما كان قلبي
يوقد شموعه تحت المطرْ
كانت نبضاتُها
تعتصر أوراق الصنوبرْ
وكانت شفتاها تتقصى ومضة الخبرْ
في ليلةٍ صفا قريضها زهوا
فوهبها ألف رسالة
مما أفاضت به أحداق القمر
في بسمةٍ حصادها ألف قبلة
على جبين وردة تألقتْ في السحر
تطوف الدُنا ، تلمّ رؤاها
(زهرة زهرة ، وجمرا فجمرا )
صحوة ، جفوة ، فرحا وحُزنا
حسرة ، بهجة ، لهيبا وشوقا
فعيونٌ ، بفيضٍ سخي غرقى
يا عدد الأشجار تطلّ ظلالا
وسلالا ملأى
يا عدد الأزهار الجذلى
يا صبح الضحكات النشوى
تفعم قلبي
تترع دربي ، ظلا يتبعني
مثل طير يتوسد أمواجَ لهيبٍ تحرقني
مثل يمامة تريد معانقة القمر
فما صيفٌ أتى ورحلْ
إلا أطفأت لهيبه ، بشوق أخضر ْ
وما خريف أتى وترجّلْ
إلا أوقدت براكينه
بعيون تتشظى حدقاتها وهجا
ملأ الأرض أشعارا
على الألسن تجري
عن حبيب وحبيب
عن لهيب مات كي يحيا بأعقاب لهيب
***
أوقَفَتني وأخَذَتْ فمي ،
صمتي ........
أعطتني ظلا يتبعني
غريران يشتكيان
فمي الراحل معها
وصمتي الذي تمرّد شوقا لها
***
عاصفةهبّتْ في غير موسمها
لكن قلمي لم يتعثّرْ
وقراطيسي لم تفقد شهيتها
فاستجلبتْ من كل ريح عيونها
وألقتْ على الشجون شموسها
فأولمتُ قلبي وردا لها
***
زرعتْْْْْْْ رحيق الهوى
في رمضاء عينيها
فهبّت الأجفان ترنو إلى مقلتيها
وهبّ شعري يتوضأ من عطر وجنتيها
وخطا نحوها يُتمتم في رحاب شفتيها
ترانيم على الألسن تجري
عن حبيب وحبيب
عن لهيب مات كي يحيا بأعقاب لهيب
**************
(*) القصيدة محدثة
العراق في 30 /3/ 2009