لكي أنسى
عجيبٌ خمرُ أصحابِ الحوانيتِ( )
لماذا منهُ لا أَسْكَرْ..؟
لماذا .. كلّما أمعنتُ في شُربي
شَعرتُ بصحوتي أكثرْ
وباتَ تذكّري أكبرْ
لماذا أبتغي النسيانَ؟!
من أنسى..؟
وما أنسى..؟
أأنسى ظلَّ أيامي ..
أأنسى كسرَ أحلامي
لماذا لمْ أعُدْ أذكُرْ
سِوى أياميَ السوداءِ
مِنْ حِينٍ إلى حينِ
يحاصِرُني
سِياجُ اليأسِ
ما ينفكُّ يكويني
ويرسمُ لوحةَ الأحزانِ
في وَجْهِي
يُعَشِّشُ في
شَراييني
يحيلُ العُمرَ أكداراً
وأحمالاً
من الطينِ
تنوءُ بهَا
جِبالُ الأرضِ من وَصَبٍ
وأحملِها
على كَتِفي
وفي قَلْبِي
ضَبابٌ حلَّ فِي دَرْبِي
يغطي كلَّ مِصباحٍ
وأشباحٌ
هُنا وهُنا
تُميتُ العُشْبَ فِي قلبي
عجيبٌ خمرُ أصحابِ الحوانيتِ
لماذا لا يواسيني..؟
ربيعُ العمرِ قد ولَّى
ولا أحظى
بشيءٍ منهُ يغريني
سوى همٍّ
جِراحَاتٍ
إذا أقصيها تدنيني
وحُبٍّ ما لهُ أملٌ
وقلبٍ كالبراكينِ
قليلٌ ما أكابِدُهُ
إذا ما قَيسَ بالبينِ
الذي ما زالَ يُشقيني
عجيبٌ خمرُ أصحابِ الحوانيتِ
لماذا لا يُنَسِّيني؟