السيد الرئيس من سيعتذر للشهداء/ مصطفى إبراهيم
2/9/2015
و كأن الرئيس يريد لنا أن نبقى نعيش في حقبة الإستسلام والخنوع، وغير مستعداً للإصغاء، ونحن محتاجين للشراكة في الصراع ضد الإحتلال، وتبديد مخاوفنا ومساعدتنا للخروج من مأزقنا الوطني والسياسي، وأن يكون الرئيس ملتزماً التزاماً حقيقياً بالعدالة ويتمتع بدعم الشعب و متحرراً من الأوهام ، وراغب بالتضحية من أجل عدالة قضية وطنه المغتصب.
لكن واضح ان الرئيس و النخبة السياسية المحيطة به و التي تحاول إحكام السيطرة أكثر على ما تبقى من المنظمة، مصالحها لا تنسجم مع مصالح الناس، وبدل من الوحدة و تعميق أزمة الإحتلال و إزالة الشرعية عنه، تساعده بما تقوم به في الخلاص من مأزقه بالإستمرار في التنسيق الأمني وما تبقى من إتفاقيات.
ومكتوب علينا أن نعيش في زمن النذالة وتدهور القيم و الأفكار و الخيبات والأخطاء والخطايا، التي شوهت حياتنا، ربما بشكل ميؤوس، ليس فقط في الإستسلام اللانهائي والإذلال، وتغييب العقل عن عمد وفشل التخطيط، و الكلفة التي ندفعها يومياً للاحتلال من حياتنا، لقضية عادلة ومن يقود النضال من أجلها يجب عليه التمتع بصدق وحساسية عالية و ان يدرك أنها تشكل عليه خطراً.
أما أن يقوم بإعادة ترتيب أوراقه بطريقة مسرحية على مقاس من في الضفة وفتات لبعض من غزة، ونسيان عموم اللاجئين المشتتين في بقاع الأرض، وإبقاء القديم على قدمه ويعرضنا وقضيتنا لمزيد من الإنحدار والأخطار، فهذا الأخطر والأشد فتكاً بالمشروع الوطني.
حتى معارضة الرئيس و الإحتجاج عليه وخطوته العبثية ليس حقيقياَ، فعقد جلسة طارئة للمجلس الوطني من دون أي توافق وطني، خطير، وما صدر حتى الآن لم يتعدى المعارضة والاحتجاجات اللفظية و تصريحات صحفية ومقالات نقدية، وحملات فيسبوكية يتيمة. وكأن الشعب الفلسطيني إستسلم لخيبات الأمل و فقد القدرة على الوعد بالأمل، و في التعبير عن رأيه وقوته في رفض خطوات الرئيس و إنتظار مفاجأته الجديدة و الإنفرادية في تفتيت ما تبقى من جسم كان يمثلهم جميعاً. مع أننا نحن بحاجة إلى بناء مؤسسات ديمقراطية ووطنية و إعتماد إستراتيجية سياسية ونضالية بديلة، و استنهاض قوانا ومواجهة هذه الخطوة والضغط من أجل عقد مجلس وطني يوحد لا يفرق و يعمق مزيد من الانقسام و التفرد و الحال الرثة.
وحين تكتمل السيطرة ويستمر الإقصاء والتفرد من منا سيمتلك الشجاعة والجرأة و يعتذر للشهداء والأسرى الذين تضامنوا وتعاطفوا و ضحوا من أجل فلسطين وعدالة قضيتها من الفلسطينيين و غير الفلسطينيين من العرب والمسلمين ومن جميع أنحاء الدنيا من العجم، و قاتلوا بشجاعة وبسالة وإنسانيه وطهارة ونقاء. ولم نقدم لهم الشكر ولم يحصلوا على المكافآت المادية، كما حصل ويحصل كثير من النخب السياسية الفلسطينية التي تتحكم بمصير ما تبقى من البلاد والعباد، وعموم الشعب لم يحصل على مقابل سوى الإحتقار والذل و الإنتهاك لحقوقه.