إن أول حلقةٍ توضع في قيد عبوديَّة الإنسان..
هي تلك التي توضع في عقله..
عندما نُقَدِّم له الواقع المحيِّر المدهش المثير الذي يراه أمامه..
كما فهمناه نحن..
حتى لو كان فهمنا له صحيحاُ..
فليس المعيار في نشأة الإنسان على الحريَّة أو على العبوديَّة..
أن يكون ما يسمعه من شرحٍ لمحيطه صحيحا أو خطأً..
بل هو شكل وصوله إليه..
هل بممارسته الذاتيَّة الحرة للقراءة والتَّنقيب والفهم والاستنتاج حتى لو أخطأ..
أم بتلقينه له من خارج حدود تفكيره، وبعيداً عن تحفيز محاولاته، واحترام عثراته، حتى لو كان ذلك التلقين صوابا..
فكلُّ العبيد يعرفون قانون الجاذبية..
والعبيد هم من بنى كلَّ عجائب الدنيا..
أما "عباس بن فرناس" فهو عميد الأحرار بلا منازع..
رغم أنه مات عندما أخطا في إجراءات التحرُّر من قانون "الالتصاق بالأرض"..