الحياة في عجلات الهامستر

[أبو فراس]

‎Zeitgeist Arabic زايتجايست العربية‎ with Mahmoud Khateeb

الحياة في عجلات الهامستر
الحياة في النظام الراسمالي اصبح قائمة على الديون و خلق النقود من العدم و سيطرة بنوك قليلة اصبحت اشبه ما تكون الان بالركض في عجلة هامستر الشهيرة. فالاسواق الراسمالية و الانتاج لاجل الارباح قد انتهى منذ زمن طويل. الثروات قد تمركزت و تراكمت في يد حفنة من البشر. ولكي يشتري الناس تلقي البنوك و الانظمة نقودا مجانية في الاسواق لتحريك البيع و الشراء, و هذه الاموال الطائلة لا توزع على اساس عادل بالطبع بل تمنح كديون او معونات و توزع بنفس النسبة و الطريقة المعتادة. كلما كان ثرائك اكبر كلما كانت فرصتك اكبر في الحصول على حصة منها. ولكن سواء كنت ثريا او فقيرا فان عليك ان تركض و تلهث للحصول على حصتك. انها سباحة عكس التيار و من يتعب و يتوقف تجرفه سيول الفقر. و كلما واصلت البنوك والانظمة ضخ النقود كلما ازدادت سرعة دوران عجلة الهامستر فيتساقط الناس الواحد تلو الاخر عندما ينهكهم التعب و يخرجون عن اللعبة و يواجهون الفقر المدقع.
يتم تشبيه النظام الراسمالي ايضا بلعبة الكراسي الموسيقية التي كنا نلعبها في الصغر. حيث ان هنالك دائما عدد اقل من الكراسي من عدد الذين يدورون حولها. و طالما تعزف الموسيقى يركض الاطفال و عندما يتوقف العزف يلهث الجميع للجلوس و من لا يجد مكانا للجلوس يخرج من اللعبة. و هكذا طالما هم يواصلون خلق النقود يركض الجميع و عيونهم على الكراسي, و عندما يتوقفون, يتوقف العزف و يخسر العديد من الناس حظهم في مواصلة الركض و يسحقهم المجتمع. في النهاية يبقى فائز واحد و تنتهي اللعبة.
هذا هو ما يجري حاليا في عالمنا فاللعبة اشرفت على نهايتها و لم يعد بمقدور البشر ان يركضوا اسرع في عجلات الهامستر.
ينبغي ايجاد طريقة اخرى للحياة لان حياة على طريقة الهامستر لم يعد ممكنا بعد الان.
‫#‏زايتجايست‬

[زياد الحكيم]

معظم الناس ينفقون حياتهم على هذه العجلة. يكتشفون في لحظة متأخرة انهم لا يزالون في مكانهم الذي انطلقوا منه.