مجلة «البيئة والتنمية» في عدد احتفالي بعيدها العاشر ... «صحارى العلوم» العربية عاجزة عن حل مشاكلها البيئية المتفاقمة
أحمد مغربي الحياة - 05/07/06//
يصعب تجاوز الألم الذي يسببه ظهور مقال للرئيس الراحل رفيق الحريري، كتبه عام 2001، ضمن عدد تموز (يوليو)/آب (إغسطس) من مجلة «البيئة والتنمية». ويصعب تصور ان النظام العربي المتكلس يستطيع ان ينهض بالشأن العلمي والبيئي.
وفي العموم، يبدو هذا العدد أيضاً وكأنه احتفال بمرور عشر سنوات على صدور تلك المجلة. ويجيء في مئتي صفحة. ويؤشر أيضاً الى إحتفال المجلة بتحوّل منتدى المشتركين فيها الى «المنتدى العربي للبيئة والتنمية»، الذي انطلق من بيروت في 17 حزيران (يونيو) الماضي، واتخذها مقراً له. ويعرض العدد البيان التأسيسي لذلك المنتدى. وفي سياق الطابع الاحتفالي، يضم العدد 4 مقالات رئيسية، فيكتب الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى عن جهود الجامعة في مجال البيئة. ويصعب عدم تذكر مدى تخلف العرب في مجال البيئة، وعدم قدرتهم على مواجهة تحوّلاتها بصورة مجدية. كما يصعب التغاضي عن المشكلة المائية العويصة التي يغرق فيها العالم العربي تدريجاً، خصوصاً مع تضافر فقدان القدرة على التأثير السياسي مع التخلف العلمي والعملاني وغياب النقاش العام المُجدي في صدد البيئة، في صنع صورة مأسوية لواقع البيئة عربياً. ولعله من المفهوم ان لا يشدد مقال مُناسباتي للأمين العام للجامعة العربية النبرة على تلك الصورة القاتمة. وفي المقابل، شدد مقال العالم المصري الدكتور محمد عبدالفتاح القصّاص على تخلف العرب علمياً في مجال المشاريع العلمية الكبرى، التي ظهرت في النصف الثاني من القرن العشرين، مثل بحوث الارض والفضاء، والمسوح البيئية والمحميات الطبيعية، والتغيّر في المناخ، والجفاف والتصحر. وعلى رغم نبرته الرسمية، تحدث مقال الامين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبدالرحمن العطية، عن الهموم الكبرى التي ترمي بظلالها على معطيات البيئة عربياً وعالمياً. وشدد على أهمية تنسيق جهود الأقليم العربي في محاولة التوصل الى حلول لتلك المشاكل. وفي سياق مماثل، نبّه مقال المدير العام لصندوق منظمة «أوبك» للتنمية الدولية سليمان الحربش، على أزمتي المياه والتصحر في العالم العربي.
ويلفت في العدد مقال ذو نبرة نقدية للكاتب محمد حسين ابو العلا، يربط فيه بين سياسات «منظمة التجارة العالمية»، التي تُعطي الاولوية لمصالح الشركات العملاقة، وبين التدهور المستمر للبيئة الكونية. ولأن تلك المنظمة باعتبارها من العتلات الاساسية في العولمة الراهنة، يربط المقال بين الخلل في مسارات العولمة والتدهور في نُظُم البيئة في العالم الثالث، كما يثبته واقع نظام البيئة في مصر راهناً.
مجلة «البيئة والتنمية» في عدد احتفالي بعيدها العاشر ... «صحارى العلوم» العربية عاجزة عن حل مشاكلها البيئية المتفاقمة
<h4>أحمد مغربي الحياة - 05/07/06//
يصعب تجاوز الألم الذي يسببه ظهور مقال للرئيس الراحل رفيق الحريري، كتبه عام 2001، ضمن عدد تموز (يوليو)/آب (إغسطس) من مجلة «البيئة والتنمية». ويصعب تصور ان النظام العربي المتكلس يستطيع ان ينهض بالشأن العلمي والبيئي.</p>
<p>وفي العموم، يبدو هذا العدد أيضاً وكأنه احتفال بمرور عشر سنوات على صدور تلك المجلة. ويجيء في مئتي صفحة. ويؤشر أيضاً الى إحتفال المجلة بتحوّل منتدى المشتركين فيها الى «المنتدى العربي للبيئة والتنمية»، الذي انطلق من بيروت في 17 حزيران (يونيو) الماضي، واتخذها مقراً له. ويعرض العدد البيان التأسيسي لذلك المنتدى. وفي سياق الطابع الاحتفالي، يضم العدد 4 مقالات رئيسية، فيكتب الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى عن جهود الجامعة في مجال البيئة. ويصعب عدم تذكر مدى تخلف العرب في مجال البيئة، وعدم قدرتهم على مواجهة تحوّلاتها بصورة مجدية. كما يصعب التغاضي عن المشكلة المائية العويصة التي يغرق فيها العالم العربي تدريجاً، خصوصاً مع تضافر فقدان القدرة على التأثير السياسي مع التخلف العلمي والعملاني وغياب النقاش العام المُجدي في صدد البيئة، في صنع صورة مأسوية لواقع البيئة عربياً. ولعله من المفهوم ان لا يشدد مقال مُناسباتي للأمين العام للجامعة العربية النبرة على تلك الصورة القاتمة. وفي المقابل، شدد مقال العالم المصري الدكتور محمد عبدالفتاح القصّاص على تخلف العرب علمياً في مجال المشاريع العلمية الكبرى، التي ظهرت في النصف الثاني من القرن العشرين، مثل بحوث الارض والفضاء، والمسوح البيئية والمحميات الطبيعية، والتغيّر في المناخ، والجفاف والتصحر. وعلى رغم نبرته الرسمية، تحدث مقال الامين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبدالرحمن العطية، عن الهموم الكبرى التي ترمي بظلالها على معطيات البيئة عربياً وعالمياً. وشدد على أهمية تنسيق جهود الأقليم العربي في محاولة التوصل الى حلول لتلك المشاكل. وفي سياق مماثل، نبّه مقال المدير العام لصندوق منظمة «أوبك» للتنمية الدولية سليمان الحربش، على أزمتي المياه والتصحر في العالم العربي.
ويلفت في العدد مقال ذو نبرة نقدية للكاتب محمد حسين ابو العلا، يربط فيه بين سياسات «منظمة التجارة العالمية»، التي تُعطي الاولوية لمصالح الشركات العملاقة، وبين التدهور المستمر للبيئة الكونية. ولأن تلك المنظمة باعتبارها من العتلات الاساسية في العولمة الراهنة، يربط المقال بين الخلل في مسارات العولمة والتدهور في نُظُم البيئة في العالم الثالث، كما يثبته واقع نظام البيئة في مصر راهناً