| المماليك و حب العمران (1) |
عندما تسير بشوارع القاهره و تلاحظ كثرة ما بها من مساجد و جوامع قديمه متصلة البناء باقيه حتي زماننا هذا فلا تظن أن هذا من باب المصادفه , فإن هذه المشاهد التي تتنزه فيها أبصارنا و نتذكر من خلالها أمجاد الأجداد ما هي إلا خلاصة ما أفرزه فكر كان سائداً علي إمتداد أزمنه طويله تبناه قاده و سلاطين ممن كان لهم دور في بناء حضارتنا الإسلاميه , فهذه العمائر لم يكن دورها دائماً يقتصر علي العبادات و حسب بل كانت أوقافاً تتنوع خدماتها و أدوارها في مناحي مختلفه بما يتحقق به النفع في الدارين , فكانت هذه المؤسسات علي الدوام حاضنه و ملهمه للكثير من أبناء الأمه من أهل الفضل و العلم بجميع طبقاتهم و مختلف فنونهم.
و في الحقيقه فإن بناء هذه العمائر و الإهتمام بها و التوسع في تعميرها كان سنه إبتدأها سلاطين بني أيوب و إنتقلت إلي خلفائهم و تلاميذهم من سلاطين المماليك الذين تربوا علي الحفاظ علي هذه العاده فعمروا الآلاف من هذه المؤسسات و أوقفوا عليها الأوقاف الضخمه التي ينفق من ريعها ليستمر الإنتفاع بها لقرون كان الإسلام فيها عزيزاً.
...
الشيخ ولي الدين إبن خلدون عندما زار مصر أواخر القرن الثامن الهجري ولاه السلطان الظاهر برقوق الجركسي التدريس بأحد المدارس الكبري بمصر و كانت تعرف بالمدرسه القمحيه فسجل في كتابه (كتاب العبر، وديوان المبتدأ والخبر ) عن سلاطين المماليك و إهتمامهم بتعمير الخوانق و المدارس ما أنقله لكم بإذن في المشاركه التاليه ... تابعونا
* الصوره إلتقطت من حديقة الأزهر بالقاهره و يظهر فيها علي الترتيب قبة جامع آق سنقر (مماليك بحريه) , قبة و مئذنه مدرسة الأمير خيربك (مماليك جراكسه) , جامع الرفاعي (أسرة محمد علي) ثم جامع السلطان الناصر حسن بن محمد بن قلاوون (مماليك بحريه)
أ.س