إلى التي
ينتابني هذا المساء و أنت تراودين خطاك نحو شاطئ الأمس ، شعور يحرس فواصل حكي إليك ولأنك ستمضين بقدري الموشوم بالانتظار و الترقب ، أخاف من وهج هذا المساء العائد بك صوب عيناي
هكذا كلما إنتصت في قلبي عينيك تأخذني الرغبة في امتطاء صدرك صهوة للبوح و البكاء .. تعلبني للحلول الصوفي في دواخلك الدافئة بشوقي المتيم إليك .
هكذا أجدني لا أعرف كيف أحبو إليك.. كيف أبدل ألبسة عمري المصاب بحمى هواك .. كيف أتوضأ بماء التوبة و الصلاة بعيدا عن محراب الكدر و الحزن ..
أنت هنا الآن
وقلبي نشيد يترنح في صدري المنشق بفعل خطاك
أنت هنا الآن
و فواصل حكي اليتيمة تنشد هواك
ترتب حقائب ألفاظها ، تنقش اسمك قصيدا كي يقنع قلبك بالبقاء هذا المساء .. و طائر الخفاش ينفض عن وجهه ضوء شمس الغروب ، تستوقفني الذكريات ، تمتشق ما بقي فيَ من نبض الصبر و من وهج الحلم المستباحة عيناه ،ماذا سأفعل أنا الذبيح في قداس هواك ؟ ..أأرجم الخطو العائد بي إليك ؟ ..أأنشر في طريقك غسيل قلبي كي يتوحد عمر البارحة بوهج هذا المساء ؟ كلها الأشياء تراقصت فيَ الساعة ، عيناك ، شفتاك ، صدرك ، حتى نسيم خطاك ، اللحظة يراودني على شاكلة البوح المشلول بين يديك .. فمتى ستعود العصافير المهاجرة إلى أوكارها الباكية من قسوة الهجر و جرح البعاد، متى يكرهك الرحيل و يطلق خطاك عوداً لشاطئ الأمس، متى يمتشق الليل قلبك كي يحط نورساً على صدري ، نشيدا لهذا المساء.
محمد منير