وهذا الدهر كهرة تهر
وهذا الدهر قد يفتح أعطاف ملائته في العطاء بيد أنه بألف تعتعة لسانه يتمتم
ولا يفصح بأمر إلا كهرة تهر. ولعله يقع على كاهلي في أن أترجم له وللسانه بالكهرمان الوضيء أملء
ولقد قالوا بأن هذا الدهر لا يفك يبحث عن من يقوم له قذل ويعبر له عن رؤياه بأمانة يوسف ما يحلو له وما يروم
هذا الدهر الذي له من اللسان الفصيح ما لا يطول أمده. وكأنه طفل يتيم لا يكفله على حرف صدق من عند أمين الأرض كفيل له أروم
رباه إنني أنا الذي ورثت عن أبي الذي زامل آدم في جنته لسان الخلد وإني في تلك اللغة في الوفاء سمؤل
وما من ابن آدم من يجرأ على مساءلة الدهر عن اللسان التي تكتم. الدهر الذي حاله في حال الإماء لا يسئل عن سر ولا يستفهم
وهذا البغام هو لحن الدهر المفضل . وبالبغام يمتحن الدهر أبناءه فيعرف أي منهم لهذا البغام
في عظمه يكتم وأي منهم يدنو من لغة أمين الأرض وللهجة هذا الأمين يرقرق وعلى تأويله للسان الدهر الحق لأنوف الإنس والجن مرغم .