أسماك غضروفية.

[فاطمه الصباغ]

أسماك غضروفية.

فوبيا أسماك القرش
السباحة وسط أمواج البحر توقظ الكثير من الأحاسيس عند الإنسان. البعض يغمرهم الشعور بالراحة و الاستجمام ، بينما البعض الآخر يخالجهم الإحساس بالخوف و الترقب وهم غير قادرين على رؤية ما تحت أقدامهم في الأعماق الزرقاء، فيستيقظ عندهم الشعور بأنهم معرضون للهجوم من قبل قرش أبيض عظيم كالذي شاهدوه في سلسلة أفلام الفك المفترس.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو هل يجب أن نشعر بالخوف اتجاه تلك الحيوانات؟
بالتأكيد السباحة في البحر أكثر أمانا من قيادة السيارات " خصوصا في الكويت" ولكن يعتمد ذلك على المكان الذي تسبح به. إذا كنت تسبح في مكان يشتهر بكثرة حوادث الهجوم من قبل أسماك القرش أو تسبح في مياه تستوطنها الأنواع الخطرة من هذه الأسماك فإذا أنت هنا تعرض نفسك إلى الخطر.
هناك أكثر من 450 نوعا من أسماك القرش، 90% منها تعتبر غير خطرة على الإنسان. وإذا ألقينا نظرة على الملف الدولي لهجمات أسماك القرش " نعم يوجد ملف كهذا J " سترى أن الإحصائيات تشير إلى أن هناك من 50-75 حالة هجوم سنويا من قبل أسماك القرش حول العالم فقط من 5-10 حالات منها تنتهي بالوفاة. طبعا الإحصائيات الرسمية لا تشمل حالات الهجوم في دول العالم الثالث أو تلك التي تحدث عند غرق السفن. و أكثر حالات الهجوم تلك تشير إصبع الاتهام إلى سمكة قرش مسالمة هي القرش الحاضنة ( The Nurse Shark ). ذلك القرش يعتبر من أسماك القرش المسالمة والتي غالبا ما تقبع في قاع البحر للراحة. إليها يذهب الغواصون عادة ليمسحوا عليها أو أحيانا ليسحبوا ذيلها. وكما يقول المثل " الفضول قتل القطة " فان النتيجة والتي غالبا لا بفكر فيها الغواص هي أن يبادر القرش بعض الغواص دفاعا عن النفس و ليس هجوما.

[فاطمه الصباغ]

القرش الحاضنة)

عموما أكثر حالات الوفاة من أسماك القرش هي تلك التي تعرضت للهجوم من قبل القرش النمري ( The Tiger Shark ) و القرش الأبيض العظيم ( The Great White Shark ) . وأساليب هذين القرشين في الهجوم تختلف كثيرا عن بعضها البعض. فبينما يقوم القرش الأبيض بعض ضحيته و الابتعاد عنها حتى تنزف للموت ثم العودة إليها لالتهامها، فان القرش النمري يهجم بعنف على فريسته و يلتهمها بلا توقف.
من هنا ندرك أن أسماك القرش بجميع أنواعها قد اكتسبت سمعة سيئة نتيجة حوادث قام بدور القاتل فيها الأنواع الخطرة وهي أساسا لم ترتكب خطآ فهي فقط تبحث عن فريستها في منطقتها و صدف أن تكون فريستها إنسان اقتحم مجالها، فلا تلوموها L.
( القرش النمري )

( القرش الأبيض العظيم )

[فاطمه الصباغ]

أسطورة الأنف العائم
تتمثل أسطورة أسماك القرش في حاسة الشم لديها، لذلك كثيرا ما يطلق على اسماك القرش اسم الأنوف العائمة " Swimming Noses " و ذلك لقدرتها الرهيبة في إيجاد فرائسها بواسطة حاسة الشم حتى عن طريق روائح قليلة التركيز. بعض أسماك القرش لها القدرة على استشعار روائح بتركيز لا يتعدى جزء من عشرة بلايين أجزاء " one part in 10 billions " و يمكن تشبيه هذا التركيز بإضافة نقطة من الدم في حمام سباحة متوسط الحجم. كما تستطيع أسماك القرش تتبع مصدر الرائحة من مسافات تصل إلى 400 متر أو أكثر. و لأسماك القرش المحيطية ذوات الحواف البيضاء " "The oceanic whitetip sharks القدرة على رفع أنوفها خارج الماء و تحسس الهواء وذلك لزيادة استغلال هذه الحاسة. و تصل حساسية أسماك القرش للروائح في الماء إلى درجة تمييز أي من فتحات الأنف ( الأيمن أو الأيسر ) التي تستقبل تركيز أكثر من الرائحة و بعد المقارنة تغير مسارها نحو الاتجاه ذو التركيز الأعلى. تتواجد فتحات الأنف لدى أسماك القرش ذو الرأس المطرقة " Hammerhead sharks " على حافتي المطرقة و قد تصل المسافة التي تفصل بينهما إلى متر أو أكثر و قد يفسر هذا سبب تواجدها قبل غيرها من أسماك القرش عندما يتم إلقاء بقايا السمك من السفن. و لكن هل حاسة الشم هي الأقوى من بين حواس أسماك القرش؟؟.
هذا هو الخطأ في أسطورة أسماك القرش فحاسة الشم لديها قوية ولكنها ليست الأقوى إذ تعتمد أسماك القرش على العديد من الحواس تختلف في قوتها على حسب استراتيجية الصيد التي تتبعها. فمثلا أسماك القرش الملائكية Angel sharks" " تعتمد على حاسة النظر لديها في صيد فريستها فهي من الأسماك القاعية التي ترقد في مكانها منتظرة أية فريسة بالحجم المناسب تمر من فوقها حتى تهجم عليها. كما أن تلك التي تعتمد على حاسة الشم في صيد فريستها تستشعر بوجود فريستها قبل وصول الرائحة و ذلك عن طريق حاسة السمع التي تعتبر الأقوى بين جميع الحواس من حيث المسافة فالأصوات التي تصدر عن الأسماك الجريحة أو المريضة تجذب انتباه أسماك القرش قبل روائحها.

أسماك القرش ذو الرأس المطرقة Hammerhead sharks



"The oceanic whitetip sharks



القرش الملائكي Angel Shark

[فاطمه الصباغ]

كبدة لا مثيل لها



إذا كنت من الأشخاص اللذين يهوون صيد السمك فانك حتما قد رأيت الكثير من الأسماك تتقيأ عندما يتم سحبها من الماء بسرعة كبيرة. ولكن هل تساءلت عن السبب في ذلك ولماذا لا نرى هذه الحالة مع أسماك القرش؟ .... في الحقيقة هذا القيء ما هو إلا نتيجة انفجار المثانة الهوائية لتلك الأسماك. و المثانة الهوائية هي كيس ذو جدار رقيق مملوء بالغازات و تساعد الأسماك على الطفو بثبات في عمود الماء من غير تحريك زعانفها. كما تساعدهم على التحرك إلى الأعلى و الأسفل عن طريق ملء الكيس بالغاز أو تفريغه . وهذه العملية تأخذ بعض الوقت لذلك فهي طريقة غير مناسبة للأسماك السريعة التي تمارس الهجوم المباغت ( الأسماك السريعة مثل سمكة التونا تملك مثانات هوائية ضامرة و هذا يفسر قدرتها على التحرك السريع في جميع الاتجاهات).



وهنا نعود إلى أسماك القرش والتي لا تمتلك أساسا هذه المثانة لذلك لا نراها تتقيأ عند سحبها. خلال تطور أسماك القرش عبر التاريخ تخلت هذه الأسماك عن حاجتها للمثانة الهوائية و استعاضت عنها بشيئين يساعدان على التقليل من وزنها تحت الماء وهما هيكل داخلي يتكون من الغضروف ( والذي يتميز عن العظم بقلة كثافته ) و كبدة كبيرة الحجم.

[فاطمه الصباغ]

بالإضافة إلى كبر حجم الكبد فإنها تتميز بامتلائها بزيوت ذات كثافة قليلة مما يساعد على طفو هذه الأسماك. ويختلف حجم الكبد باختلاف أنواع و بيئات أسماك القرش. فمثلا تتميز أسماك القرش التي تسبح بالقرب من السطح بكبر حجم كبدها إذ قد يصل إلى 40% من الوزن الكلي لسمكة القرش. في الماضي كانت أسماك القرش تصطاد من أجل زيوت كبدها و قد سجلت أوزان تصل إلى 91 كجم لأكباد أسماك قرش كبيرة حجم و التي تحتوي على ما يقارب 82 لترا (18 جالون) من الزيت. على خلاف أسماك القرش السطحية تتميز الأسماك القاعية بصغر حجم كبدها و ذلك يساعدها على الثبات في القاع خصوصا بوجود التيارات المائية هناك.
هناك حيل أخرى تمارسها أسماك القرش النمر الرملي ( ( Sand Tiger Shark و تساعدها على البقاء ثابتة في الماء إذ يقوم هذا النوع من أسماك القرش بالسباحة إلى سطح الماء و ابتلاع كمية من الهواء و الاحتفاظ بها في معدته و بذلك يوفر لنفسه مثانة هوائية تساعده على البقاء ساكنا في الماء.


شكل (1): لأسماك القرش كبدة كبيرة الحجم تساعدهم على الطفو.



شكل(2) : القرش النمر الرملي ( Sand Tiger Sharks )

[فاطمه الصباغ]

عملاق وديع



إذا كانت فكرة الافتراس تخطر ببالك كلما ذكر اسم سمكة قرش فاجعل من الوداعة أيضا مرادف لتلك السمكة. لماذا؟؟ أجيب عليك بالحقيقة التي تقول أنه ليست كل أسماك القرش تفترس الأسماك و الحيوانات كمصدر للغذاء اذ يعتمد البعض منها على الهوائم البحرية في غذائها و ذلك عن طريق فلترة مياه البحر. و إحداهن تعتبر أكبر سمكة من بين جميع الأسماك من حيث الطول و الحجم وهي سمكة القرش الحوت (The Whale Shark ) والتي تتواجد في مياه الخليج العربي و غالبا ما يهابها الصيادون . يصل معدل طول هذه السمكة إلى 10.5 مترا و يمكن لطولها أن يصل إلى عشرون مترا. كذلك هناك سمكة القرش المتشمسة ( The Basking Shark ) و التي يصل معدل طولها إلى 7 أمتار بينما أقصى طول لها يبلغ 13 مترا و سمكة القرش ذو الفم الكبير ( The Megamouth Shark ) و التي يبلغ أقصى طول لها الى 5.5 مترا.

و تتغذى عادة هذه الأنواع من أسماك القرش قرب سطح الماء حيث تتوافر الهوائم البحرية إذ تسبح و أفواهها مفتوحة على مصراعيها فيدخل الماء عبر فمها و يخرج من خياشيمها. هناك عند قاعدة الخياشيم ( Gill Rakers) تتجمع و تنحصر الهوائم و من ثم تقوم بابتلاعها. تتضمن هذه الهوائم القشريات، بيض السمك و المرجان و اللافقاريات الأخرى و يرقات الحيوانات و الاسماك الصغيرة. تستطيع أسماك القرش المتشمسة أن تصفي 1850 مترا مكعبا من ماء البحر خلال ساعة مبتلعة خلالها الملايين من الهوائم الصغيرة.



القرش ذو الفم الكبير ( The Megamouth Shark )



القرش المتشمس ( (The Basking Shark


أكبر سمكة في العالم : القرش الحوت ( The Whale Shark )