( النسر والغراب )
أن نعيش حياة قصيرة كريمة بعزّة وشموخ، لنا فيها كرامتنا ومجدنا، أفضل لنا ألف مرّة من أن نعيش حياة طوبلة.
يكتنفها الذل والهوان .. هذا ماتقوله هذه القصّة .
قال النسر ذات يوم للغراب
ــ قل لي أيها الطائر العجوز ،كيف تعيش أنت ثلاثمائة عام ، ثمّ لا أبلغ أنا من العمر
الا ثلاثة وثلاثيين عاما على أكثر تقدير ؟.
فأجاب الغراب :
ــ أنك ياعزيزي تشرب دما حيّا حين تدهم فريستك وتنقضّ عليها ، بينما آكل أنا الجيف !.
فقال النسر :
ــ سأفعل مثلما تفعل .
ومضى الغراب والنسر معا .. فاذا هما يريان في السهل المنفسح ، حمارا ميتا، فهبطا اليه وانقضّا عليه ...
أما الغراب فأخذ ينقر ويأكل ويتلمّظ .. وأما النسر الكريم فذاق الجيفة مرّة أولى فمرّة ثانية ، ثمّ انتفض مشمئزّا ،
وحرّك جناحيه وارتقى بنفسه الأبيّة في جوّ السماء وهو يقول للغراب :
ــ لا يا أخا الطيور، لأن أشرب بعزّ وكرامة الدم ساخنا
ولو مرّة وحيدة خير لي من أن أطعم الجيف ثلاثمائة عام !! .
من : ايهاب هديب
من مجموعتي القصصية ( حكايات غريبة في الغابة العجيبة )
جميع الحقوق محفوظة بأمر الله