الجامعة العربية (خنزيرة مخنوقة)
إذا كانت المملكة الحيوانية يتبعها آلاف الرتب والعائلات والأنواع والأصناف، ومعظم الناس لا يعرفون منها أصنافاً معدودة، منها ما هو أليف ومنها ما هو متوحش، منها ما هو نافع ومنها ما هو ضار. فإن هناك عشرات الأشكال للعمل المشترك، كالفدرالية والكونفدرالية ومنظمة الأمم المتحدة والأحلاف، والحكم الذاتي وغيرها..
فكما هو الخنزير يحتل موضعاً دونياً بين أصناف الحيوانات، من طبيعة تعامله ونجاسته ـ خصوصاً عندنا، نحن المسلمون ـ فإن الجامعة العربية التي ابتلينا فيها كانت أدنى أشكال التنسيق الوحدوي وأكثرها بغضاً لدى الجماهير العربية، فكما يغض الخنزير النظر عن مغازلة زوجته أمام عينيه، فإن الجامعة العربية قد تنادي المغازلين بل المعاشرين لزوجاتها... وقد رأيناها في العدوان على العراق، وكيف سهلت عمل المحتلين، ورأيناها في ليبيا ورأيناها كلما تطلب الأمر العدواني غطاءاً عربياً...
قد يفتي البعض، بجواز أكل الخنزير في ظروفٍ معينة، عند الاضطرار، وقد كانت الجامعة العربية مسكوتاً عنها منذ تأسيسها في (أنشاص) قبل ثلثي قرن، وراهن البعض منذ أن كان أمينها العام عبد الرحمن عزام، ومروراً بعبد الخالق حسونة، والى حدٍ ما الى أيام الشاذلي القليبي، على أن تعدل من سلوكها وتندفع نحو مصالح الجماهير العربية..
لكن أن يُسير الجامعة الآن بعض أمساخ السياسيين، الذين يأتون من دولٍ مجهرية، متخذين من الجامعة العربية ساتراً للنيل من الأمة العربية، فهذا يعني أن الخنزيرة قُدِّمت مخنوقة، والخنزير حرام والمخنوقة حرام...