لمس الاجنبيه عند المساعده والضروره

--------------------------------------------------------------------------------

‏حدثنا ‏ ‏الحسن بن محمد بن صباح ‏ ‏حدثنا ‏ ‏يحيى بن عباد ‏ ‏حدثنا ‏ ‏شعبة ‏ ‏أخبرني ‏ ‏يحيى بن أبي إسحاق ‏ ‏قال سمعت ‏ ‏أنس بن مالك ‏ ‏رضي الله عنه ‏ ‏قال ‏
‏أقبلنا مع رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏من ‏ ‏خيبر ‏ ‏وإني لرديف ‏ ‏أبي طلحة ‏ ‏وهو يسير ‏ ‏وبعض نساء ‏ ‏رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏رديف رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏إذ عثرت الناقة فقلت المرأة فنزلت فقال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏إنها أمكم فشددت الرحل وركب رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فلما دنا أو رأى ‏ ‏المدينة ‏ ‏قال ‏ ‏آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون ‏





فتح الباري بشرح صحيح البخاري

‏قوله : ( أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر , وإني لرديف أبي طلحة وهو يسير وبعض نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم , إذ عثرت الناقة فقلت المرأة فنزلت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنها أمكم , فشددت الرحل ) ‏
‏كذا في هذه الرواية وظاهره أن الذي قال ذلك وفعله هو أنس , وقد تقدم في أواخر الجهاد من وجه آخر عن يحيى بن أبي إسحاق وفيه أن الذي فعل ذلك أبو طلحة وأن الذي قال :

" المرأة " رسول الله صلى الله عليه وسلم ولفظه أنه أقبل هو وأبو طلحة ومع النبي صلى الله عليه وسلم صفية يردفها على راحلته , فلما كان ببعض الطريق عثرت الدابة فصرع النبي صلى الله عليه وسلم والمرأة , وأن أبا طلحة أحسبه قال اقتحم عن بعيره فقال : يا نبي الله هل أصابك من شيء ؟ قال : لا , ولكن عليك المرأة فألقى أبو طلحة ثوبه على وجهه فقصد قصدها فألقى ثوبه عليها , فقامت المرأة فشد لهما على راحلتهما فركبا " الحديث . وفي أخرى عن يحيى بن أبي إسحاق أيضا " ورسول الله صلى الله عليه وسلم على راحلته وقد أردف صفية بنت حيي , فعثرت ناقته " فساقه نحوه . فيستفاد من هاتين الطريقتين تسمية المرأة ,

وأن الذي تولى شد الرحل وغير ذلك مما ذكر هو أبو طلحة لا أنس , والاختلاف فيه على يحيى بن أبي إسحاق رواية عن أنس , فقال شعبة عنه ما في هذا الباب , وقال عبد الوارث وبشر بن المفضل كلاهما عنه ما أشرت إليه في الجهاد , وهو المعتمد فإن القصة واحدة ومخرج الحديث واحد واتفاق اثنين أولى من انفراد واحد , ولا سيما أن أنسا كان إذ ذاك يصغر عن تعاطي ذلك الأمر , وإن كان لا يمتنع أن يساعد عمه أبا طلحة على شيء من ذلك , والله أعلم . فقد يرتفع الإشكال بهذا . وفي الحديث أنه لا بأس للرجل أن يتدارك المرأة الأجنبية إذا سقطت أو كادت تسقط فيعينها على التخلص مما يخشى عليها