* المديــنة *

بسم الله الرحمان الرحيم
{ وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ }
صدق الله العظيم

َطـيـْبـَــة ُ...
رونقُ الواحاتِ , تهفو للقاء ْ ..
كل فجر ٍ ..
لظهور القيظ ترنو ..
ترتجي البيداء َ, يضنيها العناءْ ..
و تعــــودُ ..
لتشيع الدأب عبر اليوم يحدوها الوفاءْ ..
.... ذات قيظ ٍ..
هتفتْ في زهوها كل الرحابْ ..
وحواها من خلال الفج ترديدُ النداءْ ..
مرحبا بالبدر يسمو..
في فضاء ضمّـه العطرُ و أحياهُ السناءْ ..
مرحبا بالخـير يُمــنٌ ..
يتهـــادى ..
في ربوع العز موفور البهاء ْ ..
مرحبا يا خير داع ٍ ..
لذرا الإيمان ِ ..للرحمان ِ ..يا رمز العطاءْ ..
* * *
سار ركب الخير بين الجمع يجتاز الحشود ْ ..
كل حلف ٍ ..
يأمل الإيواءَ و الذودَ و إيفاءَ العهود ْ ..
فإذا المختار يرجو الحشدَ أن خلـّـوا السبيلْ ..
ناقتي مأمورة بالسعي من رب الوجودْ ..
و مضت تختال بين الدور و الساحات في عزم وطيدْ
و قلوب القوم تهفــو ..
لحلول اليُمن.. لليوم الرغيدْ ..
.... و استقــرتْ ..
بركت في مربد الطفلين سَهل و سُهيلْ ..
هكذا شاء المريـــدْ ..
أن يكون المسجد في مربد الأيتام بالواح السعيدْ ..
و تولى المصطفى و الصحب تشييد الحرم ْ..
لـبــن للجدرانْ ..
و عمـاد من جذوع النخل , و السقف جريـــدْ ..
ثم آخـى بين من هاجر بالدين و من آوى البعيدْ ..
فــتــوادّ وْا ..
إخوة في الدين كالعقـد الفريــدْ ..
و شــدا التاريخ يروي ..
كيف ظل المصطفى المخـتـارُ يبني ..
أمــة التوحيــد إلفــا ..
عانق الإيمان والأخلاق والعهد الوطيدْ ..
ظِلــّه يختال في الآفاق نورا..
و سناء ...واكب الآياتِ و الهديَ المجيدْ..
* * *
في جوار الخزرج و الأوس بالواح الرحيبْ ..
عاش رهط من يهودْ ..
نزحوا من مرتع بالشام.. من بطش الصليبْ ..
و استـقــرّوا ..
في ربوع الواحة الغناء بالسهل الخصيبْ ..
ثمّ كـــادوا ..
بين جمع ناعم بالعيش ِ..في يوم عصيبْ ..
و تمـادى الكيدُ .. والغدرُ .. وإشعال الحروبْ ..
... و أطلّ الدين من خلف الدروب ْ ..
يحمل الهدي شعاعـًا..
بـدد الكيد و أشباح الخطوبْ ..
فإذا الحرب تغيــبْ ..
و إذا المختار يتلـــو ..
عهـد يمــن و إخـــاءْ ..
جعل مَن آمن بالدين حـلفـًا ..
شامخ الأركان مشدود البناءْ ..
وادع فيـه اليهــودْ ..
فلهم في دينهم حق التعبد و الوفاءْ ..
ولهم أموالهم.. و الأهلُ .. و العيش الرخاءْ ..
و عليــهم ..
ما على مَن آمن بالدين من ذود عتيــدْ ..
... و توالى الوحي بالأحكام في هدي منيـرْ ..
فـإذا في المال حقّ ٌ للفقيــر ْ ..
و إذا الصوم كتـــابٌ ..
فيه فيض من خصال ..فيه إنعام كثيـــرْ ..
و تهادى الركب.. ركب الخير يسمو للعلا..
يرســم الإسعــاد دربـًـا ..
بابه التوحيد و التصديق بالهادي البشيرْ ..
وامتداد الدرب وصلٌ ..
و وفـــاقٌ ..
يغمر الأرجـــاء بالخير الوفيــرْ ..

عبد الله المؤدب البدروشي
{من ديواني مواكب النور}