بسم الله الرحمن الرحيم
كم أشكرك يا أديبة المنتدى وعلى من تكلم في هذا الموضوع , موضوع الحسية والبصرية والسمعية , لتحليل الشخصية .
موضوع قيم , ونظرية تحليلية مفيدة , وهي أقرب إلى النظريات الفلسفية التي تهتم بالعواطف وما يراوحها من عناصر حسية وحدسية وعقلية وتخيلية وواقعية ,ومثالية .
وبما أنني درست قسطاً وشوطاً مثل هذه النظريات , فأقول:
إن الاعتماد عليها سيبقى نسبي وليس قطعي , لأن الوراثة والبيئة الاجتماعية والجغرافية والمهنية قد تؤثر في تصرفات الإنسان من حيث كونه حسي أو بصري أو سمعي ,أو حتى مثالي ,ثم إن الوراثة أيضاً تلعب دورها في تصنيف هذه المسميات , ومن ثم العادات المكتسبة , والتعليم المدرسي والتربية المنزلية , كلها ستلعب دورها في تكوين الشخصية واعتدالها أو تغيير نسبتها من سمعية إلى حسية إلى بصرية , ونطرح أمثلة لذلك .
إن سكان المناطق الجبلية ــ في اليمن مثلاً ــ فأنت ترى وتسمع وتحس بأن أفرادها لهم أمزجة متهورة وأصوات عالية , وتصرفات حادة وانفعال شديد وعصبية زائدة عن حدها , فهل يعقل أن نسمي كل سكان اليمن بأنهم بصريون مثلاً , أو أنهم حسيون نتيجة عواطفهم ونزواتهم , أو أن معظمهم سيتجهون في تصرفاتهم إلى موقفين سمعي وبصري , أو بصري وحسي , وإذا كانوا في جو هادئ فإنهم يميلون في تصرفاتهم إلى شخصيات عاطفية أو حسية , وبخاصة إذا سافر أحدهم إلى مكان تكثر فيه النزوات والشهوات من فواكه وثمار وحسان وغيرها ؟
ثم عندما خلق الله الإنسان ألم يخلق معه جميع هذه الحواس , ويمكن لكل حاسة أن تعمل عملها بالجو المناسب لها , وبالتالي سيحمل كل واحد منا الشخصيات الثلات السمعية والبصرية والحسية مجتمعة أو متفرقة حسب الظروف أو المواقف المحيطة بكل شخصية .
ألم يستطع الإنسان أن يملك نفسه عند الغضب , فيتحول من إنسان انفعالي بصري إلى إنسان سمعي ؟
ألم يستطع الإنسان أن يصبر عند الغضب فيجلس القرفصاء, لتخفيف غضبه فيتحول من حال إلى حال ؟
ألم تكن قراءة القرآن كفيلة للحد من التوتر , لقوله تعالى ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب , فيكف الإنسان عن أحواله الانفعالية إلى حالة أخرى أكثر اعتدال ووسطية ؟
شكراً لكم وعلى طرحكم هذا , وهو موضوع ذو شجون , ووفقكم الله ورعاكم .