ملف مرفق 713
أرأيتِ جبل قاسيون ؟ ...
أرأيتِ جبل قاسيونْ
وقصيدي الراسفَ في الشجونْ .. ؟
وبريق سلوَى
هنالك
خلال غابِ الوصلِ
يرتدي حُلاكِ
تعبده العيونْ ..
يحتل لوعتها
بخفيِّ السحرِ
تلهج بفتنتهِ
يُلبسها الجنونْ ...
هنالك ردم الوقت عشقي
وقد لقنه – يخاطبه - :
( أنت المسلوبُ يقينا
أنت قربان الـمَنونْ ..
أنت المقتول بسِنان الربِّ ..
بطعون مقدسةٍ
قطعتْ جموحكَ
كفت عن فؤادكَ الرقيقِ
سهم الفُتونْ ) ..
كان الطوفان ليلتها
يحاصرني
وعصوف الدجى ترصدني
وأشباح الأسرِ
تحرس الموتى
تستبيح – زعماً - لمقبرتي السكونْ ..
وكنت أنت آتيةً
تصافحك الآفاقْ ..
تشيعك المآذنْ ..
يعانق همسُ السَّحَرِ الصافي
هُتافَك الميمونْ ..
رُجَّتِ القضبانُ
وهدير الزنازن ِ بغتة أيقظني
يباعد عني سُور اللحودْ ..
أقصاني عن مسرح الموتى
أظلتني من جنانك مرحمة
مسحت حبيني
ومضت تلأَم مني شروخ الغُضُونْ ..
يا من سلختِ عني جُبَبَ اللحودِ
وكفناً أسودَ
خشَّـنَـتـه السجونْ ..
وجِلدَ غبارٍ راكمته العُصوفْ
وأسمالَ مُغَرَّبٍ سُدَّتْ دون ناظِرِهِ
مداخل الكهوفْ ..
أنت احتضنتني بجفونِ طاهرةٍ
أغمضت كل العيونْ ..
أرأيت جبلَ قاسيونْ
وبعثيَ الـمُفدّى
صهيلاً
يجانسه
يتخلل مرقاهْ ؟ ..
أنفاسك حررتهُ
فغدا شرساً
لا تُفزِعه الحُزُونْ ..
قد صار بعثي
بضمك المقدس مشهداً
تَتفقدهُ السِّنونْ ..
هرعَتْ إليه آسفةً
تُلقنه نجوى الخلود كل فجرٍ
عند مغارة القديسِ ..
تُغْشيهِ مَرْقَدَه المسكونْ ..
وكلما التمعَ دعت حروفك المثلى
كي ترسم مسعاهْ
وأناملك الحسنى
كي تجتبيهِ
وترصِّع مرآهْ ..
بعثي قدرٌ
رعديُّ التجلّي
أحرق معسكرات التألِّي
بدَّدَ البَغيَ الملعونْ ..
أرأيتِ مسرحهُ
بعد النصرِ
يُحيلهُ احتفالُكِ شاماً آخرَ
بساطَ فخرٍ أخضرَ
يزخرفهُ عشقنا المرقونْ ..
أرأيت غراس الزيزفونْ
تزهو خلال صباحنا
تسقيها قطراتُ القصيدْ ..
أراك تصِلين دَوْحَك بروضتها
تنثرين عبق العيدْ
تعطرين لأجلي
مَلامسَ الغصونْ ..