| من اللطائف التاريخيه للمدارس النظامية |
ولم يكن الإقبال على هذه المدارس مقصوراً على الطلاب فقط، بل شمل أيضاً الأساتذة الذين تطلعوا إلى التدريس بها حتى وصل الأمر بعضهم إلى أن يضحي في سبيل هذه الغاية بالتخلي عن مذهبه في عصر كان التعصب المذهبي سمة من سماته البارزة....
ومن هؤلاء : أبو الفتح أحمد بن علي بن تركان المعروف بابن الحمامي توفي 518هـ كان حنبلياً، فانتقل إلى مذهب الشافعي، وتفقه إلى المذهب الشافعي وتفقه على أبي بكر الشاشي والغزالي، فجعله أصحاب الشافعي مدرساً، بالنظامية . المنتظم (9/251) .
ويبدو أن انتقال الحنابلة إلى مذهب الشافعي في هذه الفترة كان أمراً كثير الحدوث بدرجة أزعجت أحد أئمتهم وهو أبو الوفاء بن عقيل ت 513هـ حيث ينقل عنه أبو الفرج بن الجوزي قوله : إن أكثر أعمال الناس لا يقع إلا للناس إلا من عصم الله. أي أن معظم الناس لا يبتغون بأعمالهم وجه الله : وإنما يحاولون التقرب بها إلى ذوي النفوذ والجاه طمعاً في متاع الدنيا، وقد ضرب أبو الوفاء المثل على ذلك بما حدث عندما جاءت دولة نظام الملك، وعظم شأن الأشعرية والشافعية، فوجد كثيراً من أصحاب المذاهب انتقلوا عن مذاهبهم، وتوثقوا بمذهب الأشعري والشافعي طمعاً في العز والجرايات . المنتظم (9/93) .
ولكن .. كانت المدارس النظامية خير ما اهتدى إليه العقل البشري في هذا الوقت للتفرغ للعلم وفق معطيات ذلك العصر، وكانت " النظاميات" من أفضل الوسائل لنشره وتعميمه وتحقيق الأهداف التي رسمها نظام الملك من سيادة الكتاب والسنة وعقيدة أهل السنة والجماعة على الدولة والأمة الإسلامية ودحر المد الشيعي الباطني الرافضي الذي كانت الدولة الفاطمية بمصر تدعمه.( دولة السلاجقه الصلابي )
* ع *