مذ كنت صغيرة لم أرقص ، لعلي لم أتعلمه كما ينبغي أصلاً .
قالتها سمر و استدارت باسمة إلى أمها الثابتة في سكونها كتمثال إغريقي .
أتعلمين يا أمي ؟ لو تمكنت من الرقص الآن لرقصت مطولاً ، لرقصت حتى تصفق لي هذه الجدران و الأرف .
شهقت بدمعتها ، ثم ارتمت على حجر والدتها مجهشة بنحيب كادت السماء تنطبق لمرارته .
بعد هنيهة .. حضر جمع من الرجال ، حملوا جثمان الأم ، ثم خرجوا من باب الدار لتعلو صيحات التكبير من المحتشدين في الطريق .
وحدها في غرفتها ، بدأت سمر تدور حول نفسها ، ثم تشعل كل ما حولها ناراً ، راقصةً بحماسة رقصتها الأولى ، التي لعلها رقصتها الأخيرة .