( الــــشــــام )
إلى عينيـك يـا فيحـاءُ
إنـي اليـومَ أرتـحـلُ
وحسبي أن لـي جُرحـاً
إذا ألـقـاك يـنـدمـلُ
بوجهـك أقـرأُ الدنـيـا
ومنـك الشّعـرَ أنتحـلُ
فأنت الشمـسُ عاريـةً
ومنـك ازدانـتِ الحلـلُ
ووردُ الكـون مجتمعـاً
علـى خدّيـك يُخـتـزلُ
أمانـيـنـا مُجـنّـحـة
إلـى دنـيـاك تنتـقـلُ
ومن أوجاعِنـا نمضـي
إلـى عينيـك نغتـسِـلُ
ففـي عينيـك عافـيـةٌ
وفيهـا تـبـرأ العِـلَـلُ
وإن يـومـاً تعثّـرنـا
فمـن إلاكِ يَنتشِـلُ ؟ !
إذا قيـس بليلـى جُـنّ
واستشـرى بـه الخَبَـلُ
فأين العيبُ في هـذا ؟ !
جنونُ الحـب لـي أمـلُ
أنـا والشـامُ يجمعُـنـا
الهوى والشِّعرُ والغـزلُ
إذا صُفّـتْ عرائسُـنـا
ومَنْ أحلى ترى سألـوا
تطـل الشـام مشرقـة
وفيهـا يُحسـمُ الجـدلُ
وتبقـى الشـامُ باصـرةً
لمـن ضلتهُـمُ السُبُـلُ
وحسبُ الشام أن النـاسَ
في أوصافهـا انشغلـوا
فلولا الشامُ ما التاريخُ ؟!
ما الأيامُ ؟! ، ما الأزلُ ؟!
ولولا الشامُ ما الدنيا ؟!
هَبـاءٌ كُلّـهـا فـشـلُ