هذا أبي وبـهِ القصيـدُ تعطّـرا
بمَديحـهِ فـاحَ اليـراعُ مُعنْبـرا
هو نبعُ حبٍّ فد سقانـيَ نبضـهُ
فشربتُ من كأس السعادةِ كوثرا
من محكمِ الاَيات جـاء محمـدٌ
بقضاءِ ربِّـكَ مُنْـذراً ومُبشرا
إخفض جَنَاحكَ بالتذللِ رحمـةً
وأطعْهما كُن للمهيمنِ شاكـرا
ها قد خَفَضتُ الجنحَ فانظر عزَّتي
ورضا أبي نورٌ بعمـري أزهـرا
فـإذا تلفَّـظَ بالرضـا فكأنمـا
أخذتُ كنزاً في الحياةِ وجوهـرا
وإذا تَبَسَـمَ فالوجـودُ ببسمـهِ
غنى وأطـرَبَ مَسْمَعـي إذ عبَّرا
بأبي أرى بحـرَ المحبـة صافيـاً
بالجودِ منـهُ وبالعطـا ما قصَّرا
في مُقلَتيهِ تطوفُ اَمـالُ الدنـا
من ناظريهِ أرى غدي قد نوَّرا
يا والدي ومُعلمـي ومُحدِّثـي
في ظلمةِ الأيامِ وجهـك أقمـرا
يا مُلْهمي طُرقَ الصوابِ ومؤنسي
يا ساكناً شريان قلبـي الأبهـرا
هذَّبْتَ نفسي بالتُقى يا والـدي
فالصعب أصبح في الحياة مُيسَّرا
ياربُّ أكرم والدي يا ذا العُـلا
بالعفوّ والغفران يا مَلِكَ الـورى
وارحمْ إلَهي والـديَّ وزدهمـا
رزقاً وعافيـةً وأسكنهُ الذرى
فبحقِّ من للكـونِ جـاء مُبَشِـراً
أكرمْ بهِ للجودِ ذكراً سطرا
وبحقِّ مَنْ قـامَ الليالـي ساجـداً
ومهللاً في ليلهِ مُسْتغفرا
وبحقِّ مَنْ شُـقَّ الضيـاءَ لأجلـهِ
وحنى لهُ جذعُ النخيـلِ ووقـرا
بحقِّ مَـنْ نَبَـعَ الـزلالُ بكفِّـهِ
روَّا العِطاشَ وقامَ فيهمْ شاكِـرا
بحقِّ من ركِبَ البـراقَ مُعَرِّجـاً
نحوَ السماء مُسَبِحـاً ومُكَبِـرا
وارحمهما يا مَـنْ لعـزَّةِ قَـدْرهِ
سَجَدَ الفؤادُ مُناجيـاً مُسْتَغفـرا
كبيوردية /الهاشمية فاتن علي حلاق
ياسمين الشام