رَسُولُ الهَوَى !!
..
دَمُ المَحَبَّةِ بِالتَّشكِيكِ مَهدُورُ=وَ خائِنُ العَهدِ قَبلَ الغَدرِ مَغدُورُ
أَتُنصِتِينَ لِما قالَ الوُشاةُ ؟ وَ بِي=قَلبٌ كَأَنَّ لَهُ الأَضلاعَ تَنُّورُ !
هَلِ استَقَلتِ ؟ وَ هَلْ لِلحُبِّ عُطلَتُهُ=ما بَينَنا ؟ وَ هَلِ النِّسيانُ مَغفُورُ ؟
هَلِ اجتَثَثتِ عُرُوقَ الوَردِ فانتَحَبَتْ=لَها الغُصُونُ ؟ وَ هَلْ تَبكِي الجَذامِيرُ ؟
هَلِ انخَدَعتِ بِما العُذَّالُ قَدْ زَعَمُوا=فَغَيَّرُوكِ ؟ وَ هَلْ فِي الحُبِّ تَغيِيرُ ؟
لَوِ احتَرَقتِ بِنارِ الوَجدِ مِثلِيَ لَمْ=يَكُنْ لِمَنْ حاوَلُوا التَّأثِيرَ تَأثِيرُ !
لَوِ التَمَستِ لِيَ الأَعذارَ ما لَعِبَتْ=بِكِ الهَواجِسُ وَ الأَوهامُ وَ الزُّورُ !
لَوِ استَمَعتِ إِلَى هَمساتِ قَلبِيَ ما=تَرَكتِنِي , وَ جَناحُ العِشقِ مَكسُورُ !
لَقَدْ كَذَبتِ غَرامِي بَعدَ ما كَذَبُوا=وَ لا يُلامُ عَلَى النُّكرانِ مَغرُورُ
أَنا رَسُولُ الهَوَى . التَّحنانُ مُعجِزَتِي=وَ سِفرُ عِشقِيَ بِالآهاتِ مَسطُورُ
حَمَلتُهُ بِحَنايا الرُّوحِ آيَ رُؤَىً=كَأَنَّهُ بِدَمِ التَّنزافِ " مُزمُورُ "
يَحِفُّنِي ضَوءُ مِشكاةٍ كَأَنَّ لَها=وَقُودَ زَيتٍ عَلَى زَيتُونِهِ نُورُ
وَ لِي رَفارِفُ قَلبٍ أَنتِ سِدرَتُها=وَ عَبقَرِيُّ شَغافٍ حَولَهُ حُورُ
أَنا المُحِبُّ وَ ما لِلحُبِّ مُتَّجَهٌ=لِغَيرِ قَلبِيَ مَعرُوفٌ وَ مَشهُورُ
أُبَشِّرُ العاشِقَ الصِّدِّيقَ أَنَّ لَهُ=مَنازِلًا ما عَلَتْها فِي الدُّنَى دُورُ
وَ سُندُسًا فِي جِنانٍ فَوقَهُ اتَّكَأَتْ=كَواعِبٌ وَي كَأَنَّ الحُسنَ مَنثُورُ
لَكِنَّنِي فِي خِضَمِّ الوَقتِ لَستُ أَنا=كَأَنَّنِي لِكُرُومِ الهَمِّ ناطُورُ
ما سِرتُ لِلحُبِّ إِلَّا رَدَّنِي حَزَنٌ=كَأَنَّنِي " المُتَنَبِّي " ! وَ هْوَ " كافُورُ " !
أَمشِي عَلَى الماءِ ؛ لَكِنِّي بِلا قَدَمٍ=وَ أَمخَرُ البِيدَ لا عِيسٌ وَ لا عِيرُ
حَتَّى فَقَدتُ بِهَذا " التِّيهِ " بُوصَلَتِي=وَ هِمتُ وَحدِيَ مَصعُوقًا وَ لا " طُورُ "
أَنا رَسُولُ الهَوَى . كَيفَ انتَبَذتِ فَمِي=وَ قُلتِ : ( إِنِّيَ مَجنُونٌ وَ مَسحُورُ ) ؟
أَتَزدَرِينَ عَذابِي ؟ وَ هْوَ حَوضُ دَمِي !=وَ تُنكِرِينَ فُؤادِي ؟ وَ هْوَ بَلُّورُ !
وَ تَطلُبِينَ إِجاباتٍ لِأَسئِلَةٍ=وَ لَيسَ عِندِيَ - ما اسَّاءَلتِ - مَحظُورُ
لا تَسأَلِي المِسكَ : ( مِمَّا طابَ حامِلُهُ )=وَ نافِخَ الكِيرِ : ( عَمَّا يَنفُثُ الكِيرُ )
أَنا المُحِبُّ ؛ وَ هُمْ غَشُّوكِ ؛ فانتَبِهِي=فَكُلُّ قَلبٍ عَلَى ما فِيهِ مَفطُورُ
لا يَدَّعِي الرَّقصَ مَشلُولٌ , وَ لَيسَ إِلَى=قُمامَةِ الشِّعرِ قَدْ يَصطافُ شُحرُورُ