خالد تكريتي في معرضه «أنا وجدتي»
الجــدة رمـز للحــب والوطــن والارتـبــاط بالمكانخالد تكريتي.. الفنان التشكيلي السوري المغترب، المقيم في باريس، أقام معرضه الأخير في غاليري «أيام»، وقد افُتتح مساء 31/1/2009 ويستمر حتى 23/2/2009، وهو مهندس معماري متفرغ للرسم.. ينتمي الى المدرسة الواقعية التعبيرية، ويتسم أسلوبه بمسحة الفن المعاصر لمرحلة ما بعد الحداثة، ويغلب على لوحاته المضمون الانساني، تأثر بالفن الأوروبي لكنه حافظ على الروح الشرقية للوحة، يعيش هاجس الرسم عبر الأشخاص والبورتريهات والموجودات المكانية.. التقته البعث أثناء إقامته القصيرة في سورية، وتحاورت معه حول معرضه... «أنا وجدتي».
< أنت مقيم في باريس.. بلد الحضارة والفن التشكيلي بكل مدارسه وانتماءاته، فإلى أيّ مدى تأثرت بالفن الأوروبي؟.
<< السفر يفتح أمام الإنسان منافذ واسعة ومعالم أخرى.. مما يؤدي الى تمازج الثقافات، ليس بالفن وحده، بل بجميع العلوم والمعارف.. والفنان يتأثر بالمكان ويستمد منه الكثير، واذا عدنا الى تاريخ البشرية نرى كيف جاء المستشرقون من بعيد، وتأثروا بعلوم الشرق وفنونه وحضارته، فهذا التعارف بين الشرق والغرب، والغرب والشرق ترك أثراً كبيراً في تاريخ الشعوب... ومن خلال تجربتي الاغترابية في فرنسا، وإقامتي في باريس أرى أن التغيير والسفر يزيدان الانسان ثقافةً وغنىً وتمازجاً بالآخر، وكوني فناناً محترفاً، فلابد أنني تأثرت بالفن الأوروبي المعاصر، من حيث تقنياته وألوانه وخطوطه وتنوّع مدارسه، لكنني أحافظ على أسلوبي الشرقي الذي يطبع اللوحة بالطابع الشرقي، فما يهمني الاحساس الشرقي الذي يطغى على خطوط اللوحة، ولو طُبعت بالتقنيات الغربية.
< يطغى على معرضك الطابع الانساني لومضات اجتماعية خاصة، تومىء بمرحلة الطفولة... فماذا تقول عن مضمونه التعبيري؟؟.
<< الرسم بالنسبة لي دفتر مذكرات وألبوم صور، فأنا لا أعرف أن أكتب وأنسج الجمل والتراكيب اللغوية إلّا أنني أعبّر عما أحسّه في أعماقي بالريشة وألواني، التي تجسد لقطات عشتها وأحببتها، وهذا المعرض جزء من مشروعي الفني الكبير، فأنا أجسد الجانب الاجتماعي عَبْر الأشخاص والبورتريهات والموجودات في المكان، وهذا المعرض عنونته بـ «أنا وجدتي»، وهو مجمل لقطات عشتها وتركت في نفسي أثراً لا يُمحى على مرّ الزمن، وجسدتُ فيه أيضاً لقطات لم أعشها، لكنني عشتها من خلال احساسي برسمها، وقد استوحيت فكرته من ذكرياتي والعائلة ووالدتي وجدتي، التي تذكرني بالحب الكبير والعطاء اللامحدود، وهي أيضاً رمز للوطن والأرض والارتباط بالمكان، ولكل الأشياء التي نحبّها لكل القيّم والمعاني الانسانية والأصالة والعراقة والحضارة، وأنا سعيد جداً بتحقيق هذا الحلم الذي يربطني بالماضي والوطن.
< اتسم معرضك بالهدوء والسكينة وشفافية الألوان «الأصفر- الأرجواني- الأحمر- الزهري...» ولاحظت سطح اللوحة الأملس الخالي من النتوءات والعجينة اللونية والسماكات.. فما دلالة ذلك لديك؟؟.
<< قلت لكِ: إن إسلوبي واقعي تعبيري معاصر أي مرحلة «ما بعد الحداثة»، وأنا أفضل الأسلوب البسيط الواضح، واستخدم الألوان التفاؤلية المرحة لأنني أحب الحياة والابتسامة والحب وكل المشاعر الوجدانية، وأنظر الى المستقبل بروح التفاؤل، وأنا متخصص بالواقعية والبورتريهات الشخصية، وأكثر اعتمادي على الريش الدقيقة، وفي هذا المعرض استخدمتُ القماش وألوان الاكليريك على لوحات كبيرة الحجم «متران- متر»، وهناك جانب آخر للورقيات الملونة بالأحبار ومجموعة ألوان مائيات... أما السطح الأملس فأنا أحب هذه التقنية الهادئة والانفعال ليس بالضرورة أن يكون بالضربات الانعكاسية والعجينة اللونية والنتوءات فهي لا تعني لي، لكن تعني للآخرين.
< وأنت بعيد هل فكرت برسم معالم المكان الذي عشته في طفولتك في أرض الوطن؟؟.
<< هذا الحلم يعيش في داخلي، فحلمي أن أرسم مواقع الأمكنة في طفولتي وأصوّر دمشق القديمة وفق تعبيريتي وانطباعاتي ورؤيتي.. وقمت بعدة محاولات، لكنها مازالت محاولات، وأتمنى أن أحقق هذا الحلم ويرى هذا المشروع الفني النور.

حوار وتصوير: مِلده شويكاني

http://www.albaath.news.sy/user/?id=501&a=46025