السلام عليكم
هذا ماقراته واتمنى ان اجد موضوعا كاملا لتاريخهم الصحيح مئة بالمئة
خاصة انه شعب مسالم وانا ممن يحب هذا العرق الرائع
الشركس: لا صلة لهم بالحثيين و لا بالسومريين- تصحيح لخطأ شائع
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
الشركس لا علاقة لهم بالحثيين
الشركس (الشراكسة) لا علاقة لهم بالحثيين !! نرجو التصحيح !!
الحقيقة إن عجبي لا ينقضي و أنا أقرأ للأخوة الشراكسة في المنتديات عموماً !! و أعجب لهم كيف يخلطون المعلومات الصحيحة بالمغلوطة خلطاً عجيباً.. فما أورده الأخ كاتب المقالة عن الحثيين هو في معظمه صحيح .. ولكن أين يكمن الخطأ الفادح ؟!
إانه في إقحام الشراكسة في الانتساب إلى الحثيين .. فالحثيون كانوا شعباً آرياً جاء من جهة البلقان و استوطن في إقليم الأناضول ثم أسس فيه دولة تمدَّدَتْ إلى القسم الشمالي من بلاد الشام ، وكان الحثيون يتكلمون لغة تنتمي إلى عائلة اللغات الهندو-أوربية (الآرية) (انظر مادة الحثيين Hittites في موسوعةEncarta Enc. -CD2003)..
في حين أن الشركس شعب قديم في إقامته في شمال غرب القوقاز ، ولم تعرف له قبل الميلاد هجرة أو تهجير ، بل كانوا و لايزالون متقوقعين على أنفسهم و يتكلمون لغة خاصة بهم فقط تنتسب إلى مجموعة منفصلة تماماً عن بقية لغات العالم كله و تدعى مجموعة لغات شمال غرب القوقاز وهي مؤلفة من الأديغة و القبرطاي و الأبخاز . (انظر مقالتنا عن الشركس في هذا المنتدى )
على أن الشركس لا علاقة لهم بالعرق الآري ، و أصل هذا الخطأ أيضاً نظرية قديمة في علم الأعراق قامت على تصنيف البشر عرقياً معتمدة بشكل أساسي على لون البشرة و ملامح الوجه و هيئة الشعر و الجمجمة كان وضعها العالم الألماني الشهير جوهان بلومن باخ Johann Blumen bach عام 1700م ،و كانت نظرية مبنية على تصور أن العرق الآري (العرق الأبيض) كان في فجر التكوين منشؤه القفقاس و أنه أقرب الأجناس البشرية إلى الكمال (*)، إلا أن الدراسات الانثروبيولوجية الحديثة القائمة على أسس أعمق من تلك مثل دراسة شكل الجمجمة و قياساتها و الزمر الدموية بتنوعاتها و حتى الدراسة الجينية أثبتت بطلان تلك النظرية و تهافتها ، وقد ثبت أن الشركس ينتمون إلى مجموعة عرقية خاصة بهم .. وجاءت الدراسات اللغوية لتؤكد أن لغتهم القديمة الأزلية هي أيضاً لغة مستقلة عن بقية لغات العالم و أنه ليس لها من قرابة لغوية مع اللغات الآرية(الهندو-أوروبية)..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
(*)-هذه النظرية القديمة ثبت بطلانها علمياً كما ذكرنا ، ولكنها أعجبت بعضاً من إخوتنا الشركس و تمسكوا بها لأنها تجعلهم - في وهمهم و اعتقادهم - من العرق المميز!!.. وعلى هذا الاعتقاد نفسه- للأسف- قامت الحركة النازية التي أباحت استعباد الأعراق الأخرى بل و قتلهم إذا لزم الأمر !
تقول موسوعة انكارتا في مادة Caucasian:
" The designation Caucasian was first used in the 18th century by scholars who believed that white Europeans originated in Caucasia, ".
ما ترجمته : " هذا التعبير (العرق القوقازي) كان أول ما استعمل في القرن 18م من قبل علماء اعتقدوا أن الأوروبيين البيض نشؤوا في القفقاس.
للتوسع في الاطلاع على علم الأعراق الحديث و عن تاريخ علم الأعراق .. راجع المادة : Race في الموسوعة الاليكترونية نفسها .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ
و لذلك فلا يخدعنك أيها القارئ بياض البشرة و الشقرة في قبولك اعتمادهما مبدأ للتصنيف العرقي ! فهل تعلم أن الإيرانيين و الأفغان و الأرمن و قسماً مهما من الشعب الهندي هم آريو العرق و اللغة وهم أقرباء الأوربيين لغة و عرقاً رغم سمرتهم !! فالثابت علمياً أن لون البشرة و نوع الشعر و أن ملامح الوجه تتغير عند البشر( طبعاً بشكل وئيد و على عدة أجيال ) بتغيير الأقاليم التي يسكنونها .. وخذ لنفسك مثالاً حياً من الزنوج الأمريكيين الذين جلبوا من مجاهل أفريقيا و عليهم السمات الزنجية أوضح ما تكون من شعر مفلفل بشدة و شفاه غليظة ومقلوبة و بشرة شديدة السواد و الأنف الكبير المفلطح و هي الصفات التي تناسب المناخ الاستوائي الذي كانوا يعيشون فيه
، فلما صاروا إلى أمريكا الشمالية وكندا و توالدوا هناك أجيالاً متعددة صرت ترى تهذيباً و ترقيقاً لتلك السمات الخِلقية و، فالشفاه بدأت تميل للرقة و الأنف إلى الدقة و الصغر و البروز و رأينا كيف أن البشرة بالذات آيلة إلى الابيضاض التدريجي مع توالد الأجيال .. وقد يكون للتزاوج (الشرعي و غير الشرعي) دور في ذلك غير أنه ضعيف و محدود لأسباب لا مجال لبحثها هنا ( ونأسف على هذا الاستطراد !! ).
كما أنه لا علاقة للشركس(الشراكسة) بالسومريين أصحاب أقدم حضارة مكتوبة في التاريخ و مخترعي الكتابة (المسمارية) ، لأن هؤلاء كما يجمع العلماء تقترب لغتهم (ذات الصفة الإلصاقية ) كثيراً من اللغة التركية ، ويقرِّر علماء اللغات، الذين درسوا اللغة السومرية – وهي القديمة جداً – دراسةً مقارنةً مع ما نعرف من لغات اليوم ، أنه لا علاقة لها مطلقا ًباللغات السامية و لا بالهندو-أوربية ، وإنما هي لغة إلصاقية Agglutinative تشبه اللغة التركية الحالية .
• يقول الأستاذ المصري د. محمد السيد غلاب في كتابه " الجغرافية التاريخية " صـ 414:
(( أما عن الجماعات الجنوبية التي تعرف بالسومرية ،فقد كانوا جماعات لا نعرف عنهم سوى أنهم قدموا من الشرق ،وكانوا يتحدَّثون لغة شبيهة باللغة التركية أو المغولية، إذ لا يظهر في لغتهم أي تأثير لغوي آخر ..
وقد عاشت هذه الجماعات ، في مرحلة العصر الحجري الحديث ، وتمكَّنت من تطوير فخَّارها لدرجة عالية من الجودة و الإتقان حيث أنتجت أنواعاً من الفخَّار الملوَّن ، ...وهؤلاء المزارعون الأوائل الذين وُجِدت عصيّهم المعقوفة و مناجلهم الحجرية في كل المواقع التي تنتمي إليها.. وهم الذين وضعوا بذور المدنية في العراق ، إذ أن عديداً من المراكز المدنية الكبرى التي تظهر هناك في أثناء الفترة التاريخية ترجع بأصولها إلى هؤلاء المستقرين الأوائل.
والسومريون التجار نشروا حضارتهم أيضاً إلى الأجزاء الشمالية التي تقع ضمن نفوذ الساميين و إلى الأجزاء الغربية في العمق على نهر العاصي الأدنى .")) اهـ
و إخوتنا الشراكسة هم - للأسف الشديد - دائمو الخلط في المواضيع التاريخية و خاصة فيما يخص جنسية الأعلام التاريخيين، فهم يزعمون مثلاً أن أحمد شوقي كان شركسياً و أن الظاهر بيبرس كذلك !! و يدخلون المنتديات خبط عشواء و يملؤونها بمثل هذه المعلومات التي لا صحة لها و لا سند و لا برهان .
وكلنا يعلم أن الشاعر أحمد شوقي كان كرديَّ الأب تركيّ الأم و لم يكن له من الصلة بالشراكس سوى أن جدته لأبيه كانت شركسية (أي : أم أبوه فقط كانت شركسية)!!
و أما الظاهر بيبرس فهو تركي وليس شركسياً فهو من المماليك البحرية الأتراك (من قبيلة القبجاق التركية المشهورة ) ..!!!!
ولعل السيد نهاد برزج- هو و أباه ، وهما من كتاب الشراكسة المتعصبين جداً لقوميتهم- من أبرز الأمثلة على هؤلاء الذين ذكرتهم ، فهما- في ظنّي- يتحملان معظم الخلط و التشويش المنظم المقصود في أذهان أهلنا من الشراكسة ، فقد قدّما مجموعة من الكتيّبات و المنشورات الخفيفة التي تروج عند عامة المتعلّمين ..
و إخوتنا الشراكسة أقلية صغيرة تتجه إلى الذوبان في محيط عربي ضاغط ، وأنا في الحقيقة معجب بتماسكهم و تعاضدهم و بمحاولاتهم المثابرة للحفاظ على هويتهم ، و بذلك ربما فهمت دوافع السيد برزج في تكثير أعلامهم و محاولة خلق تاريخ مجيد لهم من خلال ربطهم بأسماء تاريخية عظيمة في تاريخ العرب و المسلمين ..ولكن عملاً كهذا – على فهمنا لحماسة و دوافع صاحبه – لا يبرر العبث بالعلم و الحقائق ..
و السلام على من اتبع الهدى .