بعدما فتح المسلمون عكا في 1291 مـ ، إنتدب السلطان الأشرف خليل ابن قلاوون الأمير علم الدين سنجر الشجاعي المعمار المملوكي الكبير لمهمة تدمير أسوار عكا و كنائسها و ذلك في الغالب خوفاً ان يسعي الفرنجه لأخذ المدينه مره أخري .

و قد نقل الشجاعي من أنقاض المدينه الشيئ الكثير فقد كانت المدينه من أعتي مدن الفرنجه علي مدار القرن الـ 13 مـ و بها أعظم ذخائرهم ؛ و كان من بين ما أخذ من المدينه باب أكبر كنائسها و كانت تعرف بكنيسة القديس أندرياس و قد نقل هذا الباب بكامله إلي القاهره ، فأستقر الباب من بين ما ناله الأمير بدر الدين بيدرا المنصوري نائب السلطنه ، و بعدما قتل السلطان الأشرف خليل دخلت البلاد في حاله من عدم الإستقرار السياسي حتي إستقرت نوعياً بسلطنة العادل كتبغا ، و هذا الأخير حينما أراد أن يؤسس مدرسه بجوار مرقد أستاذه المنصور قلاوون بالقبه المنصوريه ببين القصرين ، إشتري الباب المذكور من ورثة بيدرا الذي قتل هو الآخر في فتنة إغتيال الأشرف خليل ، فأخذ الباب و وضعه بمدرسته التي لم يتمها بحكم عزله من السلطنه ، و بقي أمر المدرسه معطلاً حتي عاد السلطان الناصر محمد ابن قلاوون للسلطنه و إشتري المدرسه و اشهد قضاة الشرع علي شرائها فأتمها و هي اليوم تنسب إليه و تعرف بالمدرسه الناصريه ، و كانت من أجل المدارس بمدينة القاهره لعصور طويله .

الشيخ المقريزي رحمه الله أُعجب كثيراً بهذا الباب حتي قال في خُطَتِه " وبابها من أعجب ما عملته أيدي بني آدم، فإنه من الرخام الأبيض البديع الزيّ. الفائق الصناعة " ... و ربما كان إعجاب المقريزي ناجم عن كون رخام هذا الباب متصل بكيفيه علي ما يبدو و كأنها منحوته في حجر رخامي كبير و ليست مجمعه كما هو معتاد و يظهر ذلك في قوله " قواعدها وأعضادها وعمدها، كل ذلك متصل بعضه ببعض " .

لكن لا شك من يعرف أبواب عمائر القاهره جيداً يدرك ان هناك من الأبواب ما هو أبدع من ذلك الباب ، و لكن يبقي هذا الباب بلا نظير من حيث قيمته ، فهو إلي اليوم باق ليخلد النصر العظيم الذي حققه المسلمون في عكا 1291 مـ .

_______________________________
* - يوم عكا 1291 مـ ... يوم الثــــأر http://goo.gl/khdfK
- صوره ليليه للباب http://goo.gl/5BVHl

أ.س




نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي