رويداً أيتها الأقلام القـيّمة !!!
لكيلا تكون تحليلاتنا رجما بالغيب ، الأمر الذي قد يفقدنا إنصافنا ونزاهتنا فيزج بنا في دوائر الحيف والرّيْب ، تعالوا بنا – في سياق زيارة أمير قطر لغزة - لنرجّح كفّة ما هو قطعيّ ، ولا نثقّل موازين ما هو حدسيّ وتخرّص ظنيّ! فلو سألنا أنفسنا قائلين : هل تستحق غزة أرض العزة والكرامة والتصدّي والصمود والتضحيات والجرحى والشهداء هذه المنح القطرية أم لا ؟ لما اختلفنا على أنه : لا شك بأنه شرف لقطر أن تضخ أموالها على شعب هذه سيرته ! فلا عيب إذن على غزة إن هي احتضنت هذه المشاريع القطرية ، بل العيب كلّ العيب أن يدير العرب ظهورهم وأموالهم عن غزة !! أعتقد أنّ هذا مما لا يختلف فيه اثنان ،ولا يتنازع فيه مُنصفان ، فهي مسلّمات قطعية !
أما الاستباق بالقول إن غزة باعت ثوابتها وميّعت مبادئها وترخّصت في عزتها لاحتضانها هذه المشاريع وقبولها هذه المنح القطرية التي ستفضي قطعاً إلى بيع كرامتها و... فهو قائم على تخرّصات وظنون وتحليلات لم نرها بعد ، وعسى أن لا نراها !
في ضوء ذلك : ألم يكن الأجدر بنا ومن باب الإنصاف في مسائل الخلاف أن نرتقب ونصطبر لنرى : فإذا ما بقيت غزة محافظة على عزتها غير مساومة على كرامتها ، متشبّثة بمبادئها ، فنعمّا عندها سياستها الحكيمة ، أما إذا ما تاجرت غزة بمبادئها وثوابتها ، ورهنت قرارها جرّاء هذا الدّعم القطري فبئست حينئذٍ سياستها الذميمة ، وسُحقا لعاقبتها الوخيمة ، وليفتضح وقتئذٍ أمرُها وليسقط القناع عن وجه ساستها !!!!
فبما أنه : ( لكلّ نبأ مستقر ) فارتقبوا إنا مرتقبون ، فواقع الحال أنزه من شنشنة المقال ...ولا نستبق في الأحكام فنلحق ظلماً بالأنام !!