"هموم متحركة" تجربة فلسطينية جديدة في مجال إنتاج أفلام الرسوم المتحركة
"هموم متحركة" تجربة فلسطينية جديدة في مجال انتاج افلام الرسوم المتحركة بالتعاون بين جامعة بيرزيت والمجلس الثقافي البريطاني في محاولة لادخال الرسوم المتحركة الى الاعلام الفلسطيني في طرح قضايا وهموم المجتمع وقضاياه السياسية والاجتماعية.
وقالت نيبال ثوابتة منسقة التلفزيون في جامعة بيرزيت خلال ندوة في رام الله بالضفة الغربية عقدت يوم الخميس وعرضت فيها حلقتان من برنامج "هموم متحركة" في رام الله بالضفة الغربية "كنا نبحث عن شخصية فلسطينية تمثلنا وتعكس ما نريد قوله وقد اطلقنا على هذه الشخصية اسم صبحي لتكون الرئيسية في افلام الرسوم المتحركة "هموم متحركة"."
واضافت "ان هذا البرنامج ياتي مشابها لتجربة لبنانية مثيرة للجدل حملت اسم "هموم متحررة" التي اضطر القائمون عليها ان يقولوا عن شخصياتها انها خيالية ولا تمثل احد ولكن شخصية صبحي في برنامجنا تمثل الكل وهي شخصية اعتبارية جدا."
وتطرح الحلقتان اللتان عرضتا خلال الندوة في خمس دقائق قضيتين من قضايا المجتمع الفلسطيني وهما الاختناقات المرورية وعمل الموظفين. ويتجلى في الحلقيتن استخدام الالفاظ الدراجة في الشارع مع حذف ما يخدش الحياء منها فيترك للمشاهد تكملة العبارة.
وتعرض المرأة في الحلقة الاولى بصورة قد لا تعجب الكثيرات.. فهي تتحدث في الهاتف النقال ولا تهتم لنداءات ان الطريق مغلق وحتى عندما تنزل من السيارة فيما يبدو للتشاجر مع الذي يغلق الطريق امامها وتسير نحوه بغضب لتفاجيء الجميع بانها تطلب منه الجريدة لقراءتها.
وتتضمن الحلقة ايضا بعض السلبيات في الحياة اليومية الفلسطينية ومنها انه عندما تكون هناك اعمال في الطريق يتم فقط وضع اشارة بالقرب من اعمال الاصلاح وليس على مدخل الطريق الامر الذي يدفع صبحي لان يتساءل غاضبا "لماذا لم توضع الاشارة على مدخل الطريق.."
فيما تعرض الحلقة الثانية عمل موظفين في مؤسسة حيث يبدأ العرض بتناول صبحي للفطور ويتم تطبيق مفاهيم الادارة الحديثة على قضايا لا تتعلق بالعمل بل بالاكل والسؤال عن العطلة والحديث عن قضايا شخصية وتكون في خلفية هذه الحلقة نشرة اخبار من اذاعة فلسطينية عن تشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة.
وسيعرض هذا البرنامج على تلفزيون فلسطين الرسمي وعدد من محطات التلفزيون المحلية وكذلك على شبكة الانترنت.
وقال مارتن دولتري نائب مدير المجلس الثقافي البريطاني في الاراضي الفلسطينية "ان هذا الدعم للبرنامج ياتي في اطار مشروع اقليمي لدعم الاعلام في سوريا ولبنان والاردن ومصر والاراضي الفلسطينية المحتلة ويهدف ايضا الى تعزيز العلاقات البريطانية في المنطقة اضافة الى تشجيع تبادل الخبرات."
وقال محمد دراغمة احد القائمين على هذا المشروع لرويترز "هموم متحركة محاولة لادخال الرسوم المتحركة الى الاعلام الفلسطيني وقمنا بخلق شخصية فلسطينية هي صبحي الذي نعرض من خلاله المشاكل الفلسطينية."
وأضاف قائلا "ان الاعلام متغير. لدينا الان الاعلام المتعدد والرسوم وغيرها ونحن نواكب هذا التغير.. نتأثر به ونحاول التأثير فيه."
وقال عامر الشوملي وباسل نصر المهندسان المعماريان اللذان انتجا هذا العمل بمساعدة اخرين ان الحلقة التي لا تتجاوز مدتها ثلاث دقائق بحاجة الى اسبوعين من العمل. واضافا ان الانتاج قد لا يرقى للمستوى المطلوب ولكنها بداية تجربة قابلة للتطور.
وقال المخرج الفلسطيني جورج خليفة في تعقيبه على هذا العمل خلال الندوة "اطلقوا العنان لخيالكم.. لا تخشوا النقد.. استفيدوا من تجارب الاخرين. البداية جيدة وان كانت بحاجة الى بعض اللمسات التقنية."
فيما قال بهاء البخاري رسام الكاريكاتير الفلسطيني المعروف "اترك الخيال يعمل.. ارفض التقيد.. اترك مساحة للجنون اكثر.. فكلما كان هناك جنون اكثر كان هناك ابداع اكبر. خيال الابداع بلا قيود."
ويتضمن هذا المشروع عقد ورشة تدريبية متخصصة لرسامي الكاركاتير في مجال الرسوم المتحركة اضافة الى اصطحاب القائمين على المشروع الى بريطانيا للاطلاع على التجربة البريطانية في هذا المجال.
من علي صوافطة
المصدر: وكالة رويتر للأنباء , 22 آذار (3) 2007