الغروب الأسود
ممتطيا صهوة الصمت ، يقابلني بوجه الحزين ، أحدق في عينيه الذابلتين ، يمد يده من خلف السحاب ، يشير إلى نجمة آفلة ، تتحجر الكلمات على شفتيه ، تصبح لغة الإشارة وسيلته الوحيدة للتواصل
، أقرأ على قسمات وجهه تاريخ الألم وتفاصيل المعاناة ، أكتشف أن هناك حقيقة واحدة أصلها راسخ في تربة الحزن ، وفرعها ضارب في عمق السراب ، حقيقة لا مفهوم لها ، مبنية على قاعدة التساؤل
البغيض ، الذي يفضي إلى متاهات الوهم ، يطرق صوته أسماعي دون أن ينطق ، لأن لغة القلوب أكبر من الألم ،وتصل صامتة إلى الأعماق وتفك الحواس العاجزة شفرتها بعسر وصعوبة ولا يتعدى
المحصل منها إلا نسبة قليلة ، ترفع درجة الحيرة وتقود إلى متاهة إسمها الغروب الأسود
إلى روح أخي