على هامش ندوة الشاعر الكبير نزار قباني ...دمشق تركت في نفسه جرحاً يروي شعره
شؤون ثقا فية
الاثنين 11 /9/2006م
فادية مصارع
(إن السرير الذي ارقد عليه يكاد يطير, ويطير معه مئتا مليون عربي هم أهلي.. وقبيلتي وعشيرتي ربيتهم واحداً.. واحداً من مراكش الى بادية الشام الى شط العرب ).
ومن تلك البلاد كلها أتى الباحثون والادباء والشعراء ليحضروا ندوة شاعر دمشق الكبير .. على هامش تلك الندوة وفي يومها الاخير الثورة التقت من لبنان الشقيق د. مها خير بك ناصر استاذة النحو والنقد الادبي الحديث في الجامعة اللبنانية.
< د.مها خير بك ناصر من لبنان
> برأيك كونك احدى المشاركات بالندوة
هل حققت اهدافها ?
>> اثمرت الندوة اضافات مقبولة يمكن اعتبارها نوعاً من الفتح لدراسات جديدة على ان تتجاوز التكرار والاعادة والمألوف.
> ولكنك تحدثت عن ان ابواباً للشك والمعرفة الجديدة لم تفتح بعد ماذا تقصدين بكلامك?
>> اعتقد ان العمل الابداعي الحقيقي يجب ان يولد شكاً, فالشك هو الطريق الى البحث الذي يؤدي الى الكشف, وبالكشف تتجلى الحقيقة, وتتحقق المعرفة, وكل عمل ابداعي ليس له هدف معرفي يبقى عملاً مفرغاً من اي قيمة, لذلك اتمنى ان يكون العمل الابداعي مقروناً بخلق اشكالية تحمل خاصية الشك .
> نزار ابن دمشق وعاشقها قال: (لبنان رباني وارضعني وثقفني), وانت كسورية حالك مثل نزارماذا اضاف لك لبنان ?
>> عشت في بيروت, وبيروت هي الفضاء الثقافي الذي يلجأ اليه معظم المفكرين العرب, لأنهم يلمسون فيه حيزاً من حرية الابداع, ومن النبض الثقافي العالمي الذي يغني تجربتهم الفنية بارهاصات الثقافة اللبنانية الكونية, فتعطي نتاجاً جديداً ,ومغايراًَ فيه من اصالة الموروث وروح التجديد, وهذا ما يميزه عن غيره .
على سبيل المثال ادونيس السوري الاصل اغنت بيروت تجربته وفعلت ثقافته وكذلك هو حال الشاعر الكبير نزار قباني, الذي كانت بيروت انثاه ويوسف الخال, وغيرهم من الشعراء الذين ولدوا في سورية واغنوا فكرهم في لبنان , وهذا في رأيي ان دل على شيء فهو اكبر برهان على طبيعة رحمية العلاقة وجينية التواصل بين البلدين.
> ولكن لبنان فضاء مفتوح للحروب والويلات ايضاًَ?
>> نعم فالتواصل الذي تحدثت عنه جعل الشعراء السوريين اللبنانيين يتلمسون معاناة الشعب اللبناني في خلال الحروب المتتالية على ارضه وشعبه فأثمر شعورهم قصائد وجدانية ووطنية لامست عمق المعاناة والمأساة ومنها قصيدة نزار ( يا ست الدنيا يا بيروت).
وادنيس يقول لبنان فضاء مفتوح بلا نهاية)
وغيرهم من الذين عبروا عن هذه التجربة وتتابع د.مها بحرقة:
لقد عشنا الحرب الاهلية وعانينا من الاجتياح الاسرائيلي عام ..1982 ونشهد اليوم همجية الهجوم الاسرائيلي على لبنان, الذي لم يعرف التاريخ قذارة بمثله,انها حرب عالمية على ارض مسالمة صغيرة لا يملك اهلها الا الايمان والارادة والقوة والصمود هذه العوامل جعلتهم يزدادون عنفوانا سطروه نصراً على ارض الجنوب وخذلاناً وتراجعاً للجيش الاسرائيلي.
ان ما قامت به المقاومة اللبنانية يسجل اعظم الملاحم التاريخية النابضة بحقيقة شعب وحقه في حياة حرة كريمة, وسيادة وطنية صحيحة, هذا النصر الذي كنا ننتظره منذ اللحظات الاولى, تفتق قصائد وجدانية لسماحة السيد نصر الله ولأبطال المقاومة العظماء.
> نعود الى نزار الذي تناولت الوطني من شعره فقط, لمَ لم تتناولي قضية المرأة? وهل توافقين كامرأة على ما قاله قبل نصف قرن من الزمن من ان المرأة مجموعة من الاهتمامات التافهة.
>> مع احترامي وتقديري لكل ما قيل عن علاقة نزار بالمرأة,وانه شاعر المرأة, الا ان لي رأياً مغايراً في هذا الموضوع, وهو ان نزاراً شيّىء المرأة, وحولها من انثى خالقة الى بضاعة اغراء, ان اعظم ما قاله عنها كان عندما يخرج كلامه عليها بحديثه عن القضايا الوطنية اي ان المرأة العظيمة كانت الوطن في شعر نزار وخير دليل على ذلك ان قمة الجمال لديها اذا استطاعت ان تحقق شيئا من جمال دمشق يتجلى ذلك واضحا في قوله :
ودمشق .. اين تكون ? قلت ترينها
في شعرك المنساب نهر سواد
في وجهك العربي, في الثغر الذي
مازال مختزناً شموس بلادي .
واي انثى جميلة في نظره تشبه دمشق:
ألاحظت ... كم تشبهين دمشق الجميلة?
ألاحظت كم انت أنثى
ألاحظت انك صرت دمشق
بكل بيارقها الاموية
... احبك مرفوعة الرأس مثل قباب دمشق
***
قيل في الندوة
> الاديبة كوليت خوري قالت أنا المرأة الوحيدة التي أحبها نزار في حياته وهدباء ابنته اخبرتها انه كان يذكرها على الدوام بحزن وحنين وكررت أعتقد جازمة انني المرأة الوحيدة التي احبها في حياته.
اذا كان هذا صحيحاً فماذا تركت لبلقيس ولمَ لم يكتب فيها ماكتبه في زوجته وحبيبته التي كوى رحيلها قلبه . مساكين نحن معشر النساء.
> د.عبد الرحمن الوصيفي من مصر اكد في حوار معه ان عشق نزار لدمشق تفوق على عشقه للنساء ودليله على ذلك قوله:
أنت النساء جميعاً ما من امرأة
أحببت قبلك الا خلتها كذباً
> اما د. عبد الاله عبد القادر من الامارات فرأى :
ان نزاراً انطلق من المرأة كانسانة وليس كجسد كما يدعي البعض ممن يريدون ان ينالوا منه .
والحضور ماذا قالوا?
> احد الحضور انتقد البحث النقدي الذي قدمه د. وفيق سليطين( تأملات في بلاد قمعستان) (وقال انه لم يفهم شيئاً وأضاف : نحن تعودنا ان نفهم كل ما كتب نزار ببساطة بعيدا عن التعقيد وما اورد سليطين يصلح ان يقال في ندوة كبيرة.. نسي الاخ الذي احب نزاراً ببساطته انه في ندوة كبيرة غاب عنها كثير من جمهور النخبة.
> وآخر وجه تحية الى المقاومة وسيدها ما اثار غضب رئيس الجلسة د. عبد الرحمن الوصيفي وقال نحن لا نتكلم عن المقاومة بل نتحدث عن شعر نزار ولا اسمح لأحد بالخروج عن الموضوع .
لا ادري ما الذي اغضب الدكتور الرئيس?! فلو كان نزار حيا لوجه بنفسه تحية للمقاومة التي اصبحت في وجداننا وشعرنا وادبنا .
> رئيس الجلسة هذا سمح لنفسه ان يعطي وقتا اضافيا للدكتور سليطين فيما ضن به على الاستاذ احمد الخوص الذي انفجر بوجهه صارخاً هذا ظلم لا اقبله .
حتى نلتقي في ندوة أخرى
ربما لم يكن الزمان نفسه ولا المكان ذاته الذي عقدت فيه المؤسسة عينها وهي مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للابداع الشعري بالتعاون مع وزارة الثقافة ندوة الشاعر البدوي, لكن البرنامج تكرر: باحثون من مختلف الاقطار العربية وابحاث قدمها المشاركون تفاوتت في مستواها ومحتواها.. لكن نزارآً يختلف عن البدوي بأن له قصائد مغناة فكان يمكن الخروج عن المألوف والتقليد كأن نأتي مثلا بأحد المطربين الذين غنوا له ليشارك في الندوة او حتى نسمع احدى امسياته التي القاها في مكتبة الأسد الوطنية وكانت تغص بالحضور آنذاك , على الاقل يمكن ان نشهد حضوراً اكثر من الحضور المخجل الذي لم يكن على مستوى ندوة كبيرة لشاعر كبير احبه الملايين. وزارة الثقافة تشكر على النشرات غير الدورية التي صدرت عن مكتبها الصحفي بهذه المناسبة وكانت غنية بالمحاضرات واللقاءات.