الدمار الشامل للعراق : نشر المخدرات
من المؤكد أن العراق قبل العدوان و بالرغم من الحصار الجائر الذي استمر ثلاثة عشر عاما بالكامل لم يكن مرتعا لانتشار المخدرات لان النظام الوطني كان هناك بالمرصاد لهذه الظاهرة الخطيرة و المدمرة للمجتمع وكانت العقوبات لمتعاطي و مروجي هذه الآفة قاسية جدا الى حد أن لا يجرأ أحد على اقتراف هذا الاثم الا في القليل النادر ككل المجتمعات اضافة الى البرامج التوعوية التي تقوم بها الدوائر المختصة من صحة وتعليم رجال قانون و مراجع دينية بهذا الخصوص .
ولما جاء الاحتلال فلا هم له سوى التدمير الممنهج لكل مناحي الحياة و بدعوى الحرية و الديمقراطية فقد سمح لهذه المصيبة أن تنتشر بل نشرها عمدا وعن سابق اصرار وشجع عليها لاكمال تدمير ما لم يدمره بالوسائل الأخرى و التي تحدثنا عنها سابقا
واستفحلت ظاهرة تهريب المخدرات الى العراق عقب الاحتلال الأميركي عام 2003 حيث اشار تقرير الهيئة الوطنية لمكافحة المخدرات إلى وجود 7000 مدمن مسجل في عموم المحافظات عام 2004، وهو العدد الذي ارتفع الى 28 ألف مدمن في عام 2006 بحسب تقرير مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة والمخدرات، وهو ذات التقرير الذي أكد ان العراق أصبح الممر الرئيس لتجارة المخدرات عبر العالم وتعد ايران المصدر الرئيس للمخدرات الداخلة إلى البلاد والتي كان القسم الأكبر منها يأخذ. طريقه للتصدير الى دول الخليج بحيث ان الاحتلال قادم على تدمير كل المنطقة في سبيل تحقيق أهدافه الشيطانية
وهكذا نفهم اذن أن الاحتلال لا يعبا بمستقبل و لا مصير هذا الشعب بل انه سعى عمدا الى نشر كل رذيلة في هذا الشعب ليسهل عليه السيطرة عليه بسهولة خاصة و أن شعب العراق صعب المراس وليس من السهولة السيطرة عليه لذا كان الاستهداف عالي الوتيرة ومتناسبا مع قوة امتناع هذا الشعب عن اذلال نفسه لأمام الجبروت المسلط عليه من نواحي عديدة فكان التصدي لشعب العراق بعد تدمير دولته عبر علمائه و مثقفيه و رجال دينه و مقاومته الباسلة كالسد المنيع لهذه المحاولات الرامية الى قتل كل روح فيه وبث للسموم المختلفة حتى لا يقوى على مواجهة عدوه .
ان الاقبال على المخدرات من شأنه الهاء الناس عما يجري ببلدهم من مسخ لكل القيم الحضارية و الانسانية وتغيير جوهري لكل القيم الدينية التي يمارسها المستعمرون و أعتقد أن الشعب العراقي بقواه الحية متفطن لمثل هذه المشاريع المشبوهة ويواجهها بكل قوة وينصدى لها علما و أن مقاومة هذه المصيبة التي جلبها الاستعمار من بين ما جلب من مصائب لشعبنا في العراق تعتبر جزء هاما من مقاومة المشروع الاستعماري ككل وان افشال هذا الهدف الحيوي للاستعمار افشال لكل المشاريع المشبوهة للاستعمار الذي لا تأخذه لا شفقة و لا رحمة بشعب العراق بقدر ما تهمه مصالحه في المقام الأول .