الدمار الشامل للعراق :الطائفية
كان العراق قبل الاحتلال يعيش حياة آمنة من التخندق الطائفي و المذهبي و الاثني بل تعايش الجميع ضمن الوطنية العراقية و الانتماء القومي للأمة العربية و الانتماء الحضاري للاسلام بالرغم من وجود أقليات غير عربية كالكرد و التركمان واخرى غير مسلمة كالمسيحيين وكان الانصهار بين مكونات هذا المجتمع سيد الموقف الى أن جاء الاحتلال بمكره و غدره حيث اوقع بين العرب و الكرد واثيرت مسألة كركوك لمن تعود هل هي عربية أم كردية كما أثار الاحتلال مشاكل بين السنة و الشيعة وتدبير حوادث تفجير المساجد و الحسينيات وتبادل القتل و الخطف بين الطرفين و القتل على الهوية وحتى على الاسم كما فجر الاحتلال الموقف بين المسلمين و المسيحيين والهدف من كل هذا التفريق بين صفوف العراقيين من أجل الاقتتال فيما بينهم حتى يتمكن من السيطرة على الجميع و استعبادهم و اذلالهم وجعلهم عملاء و جواسيس له لمن يقبل على نفسه مثل هذا العار وقد أزهقت نتيجة لهذا الاحتقان الطائفي و المذهبي آلاف الأرواح وأتلفت الممتلكات العامة و الخاصة بحيث ان كل صراع داخلي بين الفرقاء العراقيين يستفيد منه عدوهم جميعا الاحتلال و أذنابه .
وقد تفطن الكثير من عقلاء العراق سواء كانوا من هيئة علماء العراق أو من المراجع الدينية من الشيعة ممن يملكون حسا وطنيا فانهم بادروا بتوجيه دعوات مخلصة لضبط النفس و عدم الانجرار وراء المؤامرات الخبيثة التي يحيكها المحتل لكل العراقيين مهما كانت انتماءاتهم الطائفية و المذهبية و الدينية اذ المهم بالنسبة اليه تحقيق أهدافه من الغزو وهو نهب خيراتهم و تأمين الكيان الصهيوني واحكام السيطرة على المنطقة برمتها .
وبناء عليه فان هذه الجريمة التي خطط لها الاحتلال من أبشع الجرائم وافظعها لأنها كلفت العراقيين دمارا شاملا وخسائر فادحة في الرواح و الممتلكات وقد حققت للعدو ما يمكن الاصطلاح عليه بالتدمير الذاتي للعراقيين لحساب المحتل وفي مصلحته باعتبار أن الحراب التي كان يمكن توجيهها لمقاومته قد وجهت لشركاء الوطن فأي ربح للعدو وأي خسارة للذات وبناء عليه فمن الناحية القانونية والأخلاقية و التاريخية تتحمل سلطات الاحتلال كامل المسؤولية عما حدث للعراق منقتل ودمار واعتقال بحيث لابد من تعويض الشعب العراقي عن كل ذلك ولو بعد حين اذا كنا غير قادرين الآن فان الأمة العربية لن تسكت على هذا الضيم الذي لحق بها وسوف نحاسب الظالمين بقدر اجرامهم ولو بعد قرون فالتاريخ لا يرحم .