النفط يهوي وسط فزع المستثمرين بسبب صدمة ديون دبي
تاريخ النشر : 2009-11-28
القراءة : 14216
غزة-دنيا الوطن
تدهور سعر برميل النفط بشكل كبير في سوق نيويورك، حيث فقد 5% من قيمته، بفعل الصدمة التي أتت من دبي، مما دفع بالأسعار إلى أدنى مستوياتها منذ سبعة أسابيع في بدء عمليات التداول الأوروبية، أي إلى 72.39 دولار. وعلق أوليفييه جاكوب، المحلل في مؤسسة بتروماتريكس، لوكالة الصحافة الفرنسية قائلا «بعد أكثر من عام على وقوع العالم في أزمة مالية رهيبة، وفي أوج عيد الشكر، ذكرت مجموعة دبي العالمية (دبي وورلد) أن الأمور لم تعد كلها إلى طبيعتها بعد». من جهته، قال بن وستمور، المحلل لدى «ناشيونال أستراليا بنك» إن «أسواق الأسهم تتدهور بقوة (..) والنفط ضحيتها». وتم تداول برميل النفط المرجعي الخفيف في نيويورك بـ74.25 دولار، بتراجع 3.71 دولار.
وقد واصلت أسعار النفط هبوطها لتصل إلى أدنى انخفاض في ستة أسابيع دون مستوى 74 دولارا أمس، وسط فزع المستثمرين بسبب مشكلة ديون في دبي، مما دفعهم لتقليص مراكزهم والتحول إلى الأصول الآمنة. وتسببت أيضا المخاوف من عاصفة مالية ثانية في انخفاض الأسهم الآسيوية أمس مع إقبال المستثمرين على بيع أسهم البنوك وشركات الإنشاءات وتخوف الأسواق المالية في طوكيو وهونغ كونغ من تعرض المقرضين لشركات دبي. ونزل سعر الخام الأميركي تسليم يناير (كانون الثاني) في التعاملات الإلكترونية إلى 73.94 دولار للبرميل، منخفضا بأكثر من خمسة في المائة عن سعر التسوية يوم الأربعاء. ولم يكن هناك سعر تسوية أول من أمس الخميس بسبب عطلة عيد الشكر في الولايات المتحدة. ونزل سعر مزيج برنت خام القياس الأوروبي 1.26 دولار إلى 75.33 دولار. وأجرت بورصة نيويورك التجارية «نايمكس» جلسة تداول مختصرة أمس. وبحسب «رويترز» قال بنسون وانغ، المستشار في «كوموديتي بروكينغ سيرفيسيس» في سيدني «وضع دبي مثير للقلق للغاية ويخشى الناس بالطبع تأثيرا متتاليا محتملا إذا عجزت دبي عن سداد ديونها». وأضاف «هذه الحلقة قد دمرت الثقة بين المقرضين والمقترضين، وهزت أيضا الثقة حول وتيرة الانتعاش الاقتصادي العالمي». وطلبت دبي من دائني اثنتين من كبرى الشركات في الإمارة الموافقة على إرجاء سداد ديون بمليارات الدولارات كخطوة أولى نحو إعادة هيكلة دبي العالمية، مما أثار مخاوف من أن التخلف عن سداد الديون قد يصيب أجزاء أخرى من الاقتصاد العالمي، ويعرقل الانتعاش الوليد من الأزمة المالية العالمية. ولكن بعض المحللين قالوا إن انخفاض النفط الحاد أمس الجمعة قد يكون مبالغا فيه، ويتعين موازنته مع ضعف حجم التداول بسبب إغلاق بعض الأسواق المالية في آسيا بسبب عطلة. وهبطت أسعار النفط حتى الآن نحو عشرة في المائة، منذ أن سجلت أعلى مستوى لها هذا العام والبالغ 82 دولارا في أوائل الشهر الماضي، بفعل سلسلة بيانات اقتصادية ضعيفة وزيادات في مخزونات الوقود في الولايات المتحدة، إضافة إلى تضاؤل الآمال في انتعاش سريع للطلب على الطاقة. ومع تداول النفط الآن دون مستوى 75 دولارا للبرميل قال بعض المحللين إن الأسعار معرضة لانخفاض منتصف أكتوبر (تشرين الأول) إلى ما دون 72 دولارا. وقال توني نونان، المحلل في «ميتسوبيشي كورب» في طوكيو «أساسيات العرض والطلب الكلي تشير إلى أن أسعار النفط يجب أن تنخفض، ولذلك ربما تقترب الأسعار من مستوى 63 دولارا وهذا ليس مستحيلا». وأضاف أن 63 دولارا هو متوسط سعر الخام في 200 يوم. ودفع الاتجاه إلى الأصول الآمنة الين إلى أعلى مستوى في 14 عاما مقابل الدولار، رغم أن مؤشر الدولار ما زال مرتفعا بنسبة 0.4 في المائة مقابل سلة من العملات. وإضافة إلى الأخبار الاقتصادية الكئيبة أظهرت أحدث البيانات من اليابان أن مؤشر أسعار المستهلكين انخفض في العام المنقضي حتى أكتوبر بأسرع معدل منذ 2001، مع تزايد علامات ضعف الطلب وضغطها على الأسعار.
وانخفضت أسعار السلع أمس أيضا، حيث تدافع المستثمرون على بيعها بسبب المخاوف من أن يؤدي تأجيل سداد ديون «دبي» إلى صدمة مصرفية جديدة تخنق التعافي العالمي الهش من الأزمة المالية. وانخفضت أسعار السلع من النفط والذهب إلى الحبوب نتيجة انتعاش الدولار، حيث سارع المستثمرون إلى التخلي عن الأصول التي تنطوي على مخاطر، إذ ارتفع الدولار بمقدار نصف في المائة مقابل سلة للعملات بحلول الساعة السادسة بتوقيت غرينتش. وقال تشو يانتشغونغ، المحلل في مؤسسة «جينروي فيوتشرز» في شنغهاي «الكثير من المستثمرين اختاروا تعاملات قصيرة الأجل للغاية في الآونة الأخيرة، ويغيرون مواقفهم باستمرار. يتوترون حتى حين يسمعون حفيف أوراق الشجر وسط الرياح». وألحقت مشكلة مديونية «دبي» أضرارا كبيرة بالأسواق المالية الآسيوية، حيث أغلق مؤشر نيكي الياباني على أدنى مستوى له خلال أربعة أشهر وسط مخاوف من تعرض البنوك المحتمل لأي إخفاق في سداد الديون بالخليج. وطلبت «دبي» من دائني مؤسستين رائدتين تعليق المطالبة بديون قيمتها عشرات المليارات من الدولارات في إطار خطط لإعادة هيكلة «دبي» العالمية وهي المجموعة التي قادت نمو الإمارة. وانخفضت العقود الأميركية الآجلة للقمح والذرة وفول الصويا بأكثر من ثلاثة في المائة.
منقول