منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 24
  1. #1

    الإسلام و بناء الإنسان العربى

    الإسلام و بناء الإنسان العربى

    العمل على إعادة المعنى الإيجابى والبنائى للإسلام



    الإسلام دين عظيم ، ولكننا أهملناه كثيرأ ، وتركنا معناه واكتفينا بالأقوال والمواعظ والشكليات منه ، وهذه دعوة لنعمل معاّ لإعادة المعنى له ، كما كان أيام الرسول و خلافته الراشدة.

    الدين الإسلامى الحقيقى يتعامل مع الإنسان كمنظومة متكاملة من نفس وروح وجسد وفكر وقلب. ولكن فى عصرنا الحالى، عصر التهافت على الإنتاج الإستهلاكى والبضائع والسوق ، تغير مفهوم الدين ، وتحول الى كلمات وعبارات تتعامل مع الإنسان ليس كمنظومة متكاملة بل كأجزاء منفصلة ليس لها علاقة بعضها ببعض. الدين فى حياة الشعوب العربية مهم للغاية، ولكن الكثير من المفاهيم الدينية والسلوكيات تحتاج إلى مراجعات كثيرة ، من أجل البناء الصحى المتوازن.

    الأهداف الأساسية للدين الإسلامى هى التوحيد وما يتبعه وتزكية النفس (النماء الإنسانى للفرد والجماعة) وعمارة الارض. و لقد حدث خلل شديد فى التعليم الدينى وفى الخطاب الدينى وفى السلوك بحيث فقد الدين معناه وأهدافه، وتركز على شكليات وعبارات تقال وتكرر. أصبح توحيد الله قولا فقط بلا إنعكاس حقيقى على حياة الغالبية التى تقوله، وأهمل تطبيق الدين الكثير من مضامينه التى ترقى بالإنسان. لقد أصبح من الصعوبة بمكان ان نرى إنعكاسات الإيمان والتدبر و التفكر وارتباطهم بالعمل على عمارة الارض(للهندسة والعلوم دور كبير فى عمارة الأرض) ، وتنمية النفس البشرية وحل مشاكل الخلق.

    لقد أعطانا القرأن صوراّ من أنواع النفوس: النفس الأمارة بالسوء والنفس اللوامة والنفس الراضية المرضية. والسؤال هو: هل السلوك الدينى السائد الأن تخطى بالناس مرحلة النفس الأمارة بالسوء الى حالة النفس اللوامة التى تحاسب نفسها؟ لذلك فمن أهم مشاريع بناء الإنسان هى المشاريع التى تعيد الدين إلى وضعه الإيجابى و الطبيعى…إلى معناه الحقيقى...إلى وظيفته كعنصر قوة فى الحياة وطاقة فى العمل والإنتاج المفيد ، وتبعده عن الشكليات، وتذكرنا بمعناه الأصيل الذى تاه فى زحمة الأحداث والتسويق ، وتشوه تحت ضخ الإعلانات التجارية وإنتشار الفن الهابط، وتسطح تحت تأثيرالثقافة المتردية وتقليد الغرب. وأهتم كثيرا من العرب بالتركيز على إتهام وسب الأشخاص ، كعلاج لحالتنا ، مع عدم الإلتزام بمنهج الرسول فى التعامل مع الأخر. وفى الوضع الراهن الذى ضعف فيه تأثير العربى و المسلم على ما يحدث حوله فى وطنه وفى العالم ، وإنبهاره بالغرب وتقليده مع سبه فى نفس الوقت ، إستسلم العديد من العرب و المسلمين الى ردود الفعل الكلامية والخطابية ، دون العمل على تحقيق المعنى الإيجابى للدين.

    الدين طاقة إيجابية خلاقة وليس هو التجهم أو الإنعزال أوالتمسك بالعبارات وتكرارها فى كل مناسبه دون ربط الإيمان بالعمل. لقد نسى المتكلمون بإسم الدين دورهم فى تنمية النفس البشرية، ودورهم فى إنتاج العلم بدلاّ من الكلام عنه. نسمع عن العلم و الإعجاز العلمى كثيراّ فى العالم العربى ، مقالات واقوال وكتابات ومحاضرات وخطب ، ولكننا لانراه فى حياتنا ولا فى مدارسنا وجامعاتنا ولا فى معاهد الأبحاث، ولا فى مؤسساتنا التشريعيه والتنفيذية، العلم عندنا للإستهلاك المحلى كلاما، ولكننا فى الواقع نستورده ولا ننتجه.

    ولقد أهمل كثير من الناس معانى الاخوة والكفالة والحب فى الله، و تمسك أخرون ببعض الأحكام الفقهية دون فهم مهمة الأحكام الفقهية لحل مشاكل الناس لها ، وليس تعقيدها ، وتحولت العديد من مفاهيم الدين الإيجابية والعملية الى مناظرات كلامية وجدال عقيم بلا عمل ولا علم مفيد. وتحول الدفاع عن الإسلام إلى كلام فى كلام ، وسب وإتهامات وجدل لا يسمن ولا يغنى من جوع. واصبحت التربية الدينية لا تربى، وتغير مفهوم التربية الى محاضرات فى التربية تلقى وليس الى سلوك يتبع ، لقد تاه معنى التربية الدينية ايضا.

    لذلك لابد من وجود مشروعات للبناء تعيد المعنى إلى الدين وإلى التربية الدينية كسلوك وليس اشكال ومقالات وخطب ووعظ. وبناء الإنسان العربى لا يتم دون ان نعيد المعنى الى الفقه كأداة للفهم، وإعادة المعنى للعلم كأداة لحل المشاكل ، فليس العلم هوالكلام والخطب والمقالات عن العلم ، وصدق رسول الله (صلى الله عيله وسلم) الذى قال:

    اللهم إنى أعوذ بك من هؤلاء الأربع

    قلب لا يخشع
    وعين لا تدمع
    و دعاء لا يرفع (او دعوة لا يستجاب له)
    و علم لا ينفع.

    وبناء على ذلك أعتقد ان بناء الإنسان يعتمدعلى بعدين:

    00- بعد إسلامى للإرشاد والتوجيه والهداية إلى ما يرضى الله ورسوله ( تطبيق مفهوم التوحيد على الحياة)

    00- بعد علمى لفهم أعمق لمكونات الإنسان ( عقل وقلب و ساعد أو جسد أو عضلات) ، بهدف البناء والتزكية والتنمية البشرية , وعمارة الأرض( تحقيق مفهوم الإستخلاف على الأرض.


    وتحياتى العطرة


    وللحديث بقية

    عبد الحميد

  2. #2

    لذلك لابد من وجود مشروعات للبناء تعيد المعنى إلى الدين وإلى التربية الدينية كسلوك وليس اشكال ومقالات وخطب ووعظ. وبناء الإنسان العربى لا يتم دون ان نعيد المعنى الى الفقه كأداة للفهم، وإعادة المعنى للعلم كأداة لحل المشاكل ، فليس العلم هوالكلام والخطب والمقالات عن العلم ، وصدق رسول الله (صلى الله عيله وسلم) الذى قال:

    اللهم إنى أعوذ بك من هؤلاء الأربع

    قلب لا يخشع
    وعين لا تدمع
    و دعاء لا يرفع (او دعوة لا يستجاب له)
    و علم لا ينفع.

    نعم صدقت هذا ماكنا نبحث عنه واذن؟ كيف نساعد الجيل عمليا كي يكون مسلما سلوكا لا قولا وطقوس عباده؟
    لك تحيتي واحترامي
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  3. #3
    بسم الله الرحمن الرحيم

    أكمالا لما جاء فى أول مقالة أحب ان أضيف الأتى:..

    أنا اتصور ان بناءالإنسان يجب أن يتكون من تركيبة متوازنه و متفاعلة من ثلاث مجموعات من الصفات:

    1- المكون الأول هو العقل وله عدة صفات
    2- المكون الثانى هو القلب وله أيضا عدة صفات
    3- المكون الثالث هو الساعد وأيضا له عدة صفات

    وأهم شىء هو التوازن بين هذه المكونات ، بحيث لا يطغى مكون على الأخر. لكل من العقل و القلب و الساعد عدد محدد من الصفات يمكننا أن نتفق عليها ، ولكننى لا اتوقع ان كل مواطن سوف يحمل نفس العدد من صفات كل مجموعة و بنفس الدرجة. لذلك أرىأن التنوع فى الدرجه لكل صفة هو المطلوب ولكن لابد من وجود حد ادنى من كل صفة ، وأيضا حد أدنى من الصفات من كل مكون. وهذه بعض الأمثله من الصفات:

    1- العقل: القدرة على جمع وتصنيف المعلومات ، القدرة على الوصف و التحليل و التركيب والتعليل و الإستنتاج السليم ، القدرة على الوصول الى المعارف من المعلومات ، القدرة على فهم القوانين التى تحكم الظواهر ، المراجعة المستمرة وتصحيح الأخطاء ، القدرة على التفكير الناقد والخلاق والإيجابى والقدرة على فهم المشاكل وحلها.

    2- القلب: هو الرحمة ، التسامح ، الحب ، التألف ، الشعور والأحساس بالأخر وغيرها.

    3- الساعد: هو العضلات ، اليد ، العمل ، القوة ، الجسم ، الصحة وغيرها من مواصفات الجسم السليم.

    - العقل يمكن ان يؤدى الى فهم وتنمية وتطبيق مفاهيم العدل ، والقانون ، والحكم ، والسيادة ، والأمن ، والعلم.

    - القلب يمكن أن يؤدى الى التعاون ، التحمل ، المبالاة ، الإنتماء ، الا أنانية ، التكافل ، التراحم ، الحب وغيرها.

    - الساعد يمكن أن يؤدى الى الإنتاج ، القوة ، إرهاب العدو ، التفوق الرياضى ، الدفاع عن النفس.

    ومن خلال التفاعل و التوازن بين هذه المكونات سوف تظهر صفات أخرى مثل المساواة ، والإعتراف وقبول الأخر ،التعاون ، العمل الجماعى ، مفهوم أعمق للحرية ، تقسيم العمل ، التضامن ، مفهوم العقد الأجتماعى ، نظام عادل للحكم ، إلخ. وسوف نستطيع ان نرى كثيراّ مما يطالب بة المفكرون وغيرهم من الحقوق والواجبات على مستوى الأفراد والجماعات .

    وللحديث بقية


    و تحياتى

  4. #4
    نعم كلام سليم استاذنا
    وفقك الله للخير دوما
    #00FF00
    إمضاء / عبدالرحمن سالم سليمان
    مع أرق التهانى ودوام التوفيق والنجاح

  5. #5
    عناصر التنمية البشرية وبناء الإنسان

    إذا اعتبرنا أن الدولة و المجتمع هو مجموعة متنوعة من الأفراد ، وأن كل فرد له مكونات ثلاثة: العقل ، والقلب ، والساعد ، وأن كل مكون له صفات عديدة ، فإن ما نراه من مجتمعات و دول مختلفة هو الناتج عن تفاعل المكونات المختلفة لأفراده خلال مدد زمانية طويلة.

    العلم و الفن و الدولة والدستور والقوانين والعادات والقيم والتقاليد و غيرها تنتج من تفاعل هذه المكونات من خلال مجموعات متعددة من الأفراد والجماعات ، والإختلافات الحادثة فى شكل الدولة والمجتمع تعتمد على النسب المختلفة لهذه المكونات الثلاث وعلى نوعية التفاعلات بينها. ويمكن بناءّ على ذلك ان نفهم ونفسر العديد من الظواهر التاريخية و الثقاقية و الحضارية والمجتمعية. فإذا أخذنا مجتمعاّ يأخذ الجانب العقلى فقط ويهمل الجوانب الأخرى فإننا نصل لمجتمع فكرى خالص يقدس الفكر ويلغى ما غيره . وإذا الغينا العقل من مجتمع وتركنا القلب فقط ، فربما وصلنا لمجتمع غيبى خالص . وأذا اخذنا الساعد فقط ، فيمكن ان نصل الى مجتمع يقدس القوة ويعمل على استغلال الضعفاء واستعبادهم وربما برر مفهوم الرق اعتماداّ على مفهوم إن العنصر القوى هو الأفضل. أما إذا أخذنا مجتمعاّ يأخذ مكونين فقط مثل العقل والقلب ، أو العقل و الساعد ، أو القلب والساعد ، فإننا نصل لمجتمعات لها طبائع وسلوكيات مختلفة عن المجتمعات التى تركز على مكون واحد فقط. أما المجتمعات التى تأخذ المكونات الثلا ثة ، فمن الواضح أنها تنتج سلوكيات و قيم و قوانين مختلفة عن المجتمعات السابق وصفها.

    وبناءّ على ذلك الفهم يمكننا ان نفسر عدداّ كبيراّ من الظواهر الإجتماعية والأحداث التاريخية إعتماداّ على النسب المختلفة لهذه المكونات الثلاث الموجودة فى النسيج الإجتماعى الموجودة فى ذلك الوقت. وهذا يعود فى النهاية إلى مكونات كل فرد فى هذه المجتمعات ، وكيفية التفاعل الإجتماعى بين أفراد و فئات المجتمع.


    وهنا أقترح ان نعيد صياغة السؤال الخاص ببناءالإنسان كالأتى:

    ما هو توزيع النسب المختلفة، من عقل وقلب و جسم فى كل جماعة بشرية؟ وما هى الصفات المتعددة الموجودة من كل مكون (عقل وقلب وجسم)؟ وهذا يمكن معرفته من دراسة التنوع الموجود فى بلاد الله الواسعة، وإذا كنا نرى نقصا ما ونحتاج برامج للتنمية البشرية، فيكون السؤال هو:..

    ما هى التوزيعات المطلوبة لتكوين الإنسان، بين عقل و قلب و ساعد ؟ وما هى الصفات المرجوه فى كل مكون(عقل وقلب وجسم)؟ وما هو مدى التنوع المقبول فى كل صفة بحيث يكون المجتمع متوازنا؟ ومن سيقوم بهذه المسئولية الوطنية؟ المدرسةّ ام الأسرة أم وسائل الإعلام أم من؟ وكم نحتاج من الوقت والمجهود والمال لإتمام هذا المشروع؟


    وتحياتى العطرة

    عبد الحميد

    و للحديث بقية

    (يتبع)

  6. #6
    بسم الله الرحمن الرحيم


    فى أول مقالة وضعت رؤية لبناء الإنسان تعتمدعلى بعدين

    -- بعد إسلامى للإرشاد والتوجيه والهداية إلى ما يرضى الله ورسوله ( تطبيق مفهوم التوحيد على الحياة)

    و -- بعد علمى لفهم أعمق لمكونات الإنسان ( عقل وقلب و ساعد أو جسد أو عضلات) ، بهدف البناء والتزكية والتنمية البشرية , وعمارة الأرض( تحقيق مفهوم الإستخلاف على الأرض).

    إكمالاّ لما سبق أحب ان أضيف الأتى

    من أكبرالإشكاليات فى عالم الأفكار هى كيف يمكن تحويل الأفكار إلى واقع عملى على الأرض.

    هناك بعض الناس غذائهم هو الفكر، فبعد ما يستمتعون بفكرة ما ، يتركوها ويبحثوا عن فكرة أخرى لإستمتاع جديد، كل هذا وهم على مكاتبهم أو بعد العودة من عملهم ، فيجلسون يفكرون و يستمتعون بالأفكار فكرة ثم فكرة ، وهكذا....

    لقد قرأنا كثيرا عن أفكار العدل والحرية والأخوة والديمقراطية والمساواة والإعتراف بالأخر، والحب والتكافل ، و... و...و....إلخ ، ودائما نتشوق لنراها فى حياتنا ونتوق لنشعر بها واقعا معاشاّ. وأنا هنا اتوق أيضا لإحصاء يحدد لنا النسبة المئوية المتحققة من هذه الأفكار عن العدل والمساواة والحب و....و التى نراها ونشعر بوجودها فى حياتنا.

    وهناك البعض المغرم بالجدل الفكرى ، يجادل فى قضية لينتصر لرأيه ، وبعد إنتهاء جولات الجدل حول مسألة ما ، يبحث عن مسألة أخرى للجدل ، وهلم جرا...يجادل ويجادل و يجادل حتى يأتى ميعاد الأكل أو النوم فيأكل أو ينام إستعددا ليومه التالى.

    وهناك بعض الناس يحبون أن يروا الأفكار مخلوقات حية تسعى على الأرض ، بمعنى أفكاراّ مطبقة على الواقع وفى الحياة.

    وهذا الإختلاف حول الفكر والأفكار هو من طبيعة البشر. ولكننا عندما نقول ان الإسلام منهج حياة لابد ان تختلف الأمور. وهنا نعود مرة أخرى للفكر الخاص ببناء الإنسان، وكيف يصبح من مفردات منهج الحياة الإسلامى.

    وما أعرضه هنا هى محاولة للعمل الجماعى للخروج من هذه الدائرة ، التى تغطى مساحة كبيرة من فضاءنا الفكرى...

    نطرح الفكرة ، ويدور الحوار أو النقاش والجدال حولها...ثم التوهج و السخونة ، الأخذ والرد ، الهجوم والدفاع ، الجدل... ثم الإنطفاء ، وترك الفكرة و البحث عن فكرة أخرى.

    وأحيانا الإنقسام والتفرق والتشتت وربما التحزب....

    وهكذا تدور عجلة الأفكار، ونظل تبحث عن الحلول لمشاكلنا، ونترك الفكر ، ونبحث عن تحقيق ضرورات الحياة ، وكأن هناك إنفصال بين الفكر والحياة


    وتحياتى

    و للحديث بقية


  7. #7


    فى المقالات السابقة طرحت بعض الأفكار حول بناء الإنسان العربى بالعودة إلى الإيجابية الإسلامية....و لكن كيف يمكن تطبيق هذه الأفكار؟

    ولأوضح ما أريد ، تصور إنك عبد الحميد بن مظهر، تقول أفكارا حول الإسلام وبناء الإنسان. تصور انك مع عبد الحميد مظهر و مجموعة من الأصدقاء متقاربين فى الفكر. أنتم معا فى مدينة من مليون مواطن ، مدينة بها ملامح كل المدن العربية، رجال ونساء وأطفال، شباب شابات، شوارع و أسواق ، مصالح حكومية و مؤسسات ، أنتم فى مدينة بها مختلف الحرف والمهن التى تجدها فى المدن العربية ، والناس فى المدينة هم نموذج للناس فى أى مدينة عربية ، إختلاف فى درجات التعليم ، أختلاف فى الوظائف و فى الفكر و فى الثقافة و فى المهارات و فى الهوايات و فى السلم الإجتماعى و غيرها من الإختلافات التى تجدها بين الناس.

    تصور إنك لاحظت الكثير من السلوكيات التى لم تعجبك فى هذه المدينة ، وتعرفت على الأفكار المنتشرة فى المدينة و المختلفة عن أفكارك. وتصور أيضا إنه حدث إتفاق بينك وبين أصدقاءك على ان هناك أشياء كثيرة تحتاج إصلاح وتغيير، وان إنسان هذه المدينة محتاج إعادة بناء ...وهنا يبرز السؤال:...

    فماذا أنت فاعل لإعادة بناء إنسان هذه المدينة بأفكارك؟

    هل تجمع أهل المدينة وتلقى عليهم محاضرات فى التربية و العلم و الثقافة والفكر والأخلاق ؟

    هل تدلهم على روابط على الإنترنت بها أفكار كثيرة عن إنجازات الأباء والأجداد؟

    هل تعطى دروسا و محاضرات حول الإعجاز العلمى للقرأن؟

    هل تعطى نصائح ، وقواعد السلوك القويم كما نجدها فى الإسلام؟

    هل تطلب منهم قراءة أدم سميث أو كارل ماركس او إبن خلدون أو جان بول سارتر أو ...؟

    هل تشرح لهم صراع الحضارات ، ونهاية التاريخ ، والليبرالية والديمقراطية والإشتراكية و الحداثة و...و....؟

    هل تتكلم بمصطلحات عن الحضارة والثقافة والإبداع والعولمة والرأسمالية والشيوعية و التفكيكية ، والسيريالية والتكعيبة والإمبريالية و...؟

    هل مقولة أبدأ بنفسك تصلح فى الجو الذى نعيش فيه ، حيث يقع الإنسان تحت إغراءات لا مثيل لها ، و تضغط قوى الإستهلاك والفردانية و قدوات هوليووود والسينما ، وعالم الغناء و نجومه ، والملاعب و ابطالها وغيرها...كل هذا يضغط على اعصابه و نفسه و روحه وجسده وعقله...ثم تقول له .....إبدأ بنفسك ؟

    هل..وهل..وهل..وهل؟

    هل كل هذه الأفكار ستعيد بناء الإنسان كما تتصوره؟

    من سيستمع إليك؟
    ومن ستؤثر فيهم كلماتك؟
    ومن سيقرأ؟
    ومن سيتغير؟

    ********

    وهنا ينتبه عبد الحميد بن مظهر إلى تعقد عملية البناء ، وان الفكر وحده لا يكفى ، ثم يسأل نفسه:...

    ما هى الوصفة السحرية التى يجب ان يعمل بها لبناء او إعادة بناء الإنسان وفق الإسلام ، بحيث تربط هذه الوصفة الفكر بالعمل؟

    وإلى لقاء لإكمال ما بدأت

    عبد الحميد

  8. #8
    الحقيقه مقال رائع بناء المشكله اننا في عالم من الزعماء وكل يفتي وحده يفصل الكون على هواه وفالسؤال الاول من هو الذي سيستمع وكيف؟
    لي عودة ولك شكري
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  9. #9
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريمه الخاني مشاهدة المشاركة
    الحقيقه مقال رائع بناء المشكله اننا في عالم من الزعماء وكل يفتي وحده يفصل الكون على هواه وفالسؤال الاول من هو الذي سيستمع وكيف؟
    لي عودة ولك شكري
    الأستاذة ريمه

    شكرا على التعليق و فى إنتظار عودتك

  10. #10
    أعزائى الأفاضل

    كل ما جاء من تعليقاتك به فوائد جمة ، وحتى يسير الحوار فى مسار يثرى النقاش، وحتى يمكننا ان نصل إلى ثمار يمكننا ان نطبقها على الأرض ، دعونا نتفق على بعض الأمور.

    أولاّ: هل يمكن إصلاح وإعادة بناء الإنسان فى العالم ، بتقديم نموذج الإسلام له مكتوبا فى مقالات ، دون ان نكون قدوة للأخرين؟ بمعنى أهمية وجود من يمثل الإسلام تمثيلاّ حيا على الأرض.

    بناء الإنسان هو تغيير سلوكى ، يأخذ وقتا طويلاّ ، لا يأتى من دراسة مقررات دراسية ، أو قراءة مقالات وكتب . نسبة كبيرة من الناس لا تبحث عن الإسلام فى الكتب. وعندما نريد ان نبنى الإنسان على نموذج الإسلام ، لابد ان نقدم نموذجاّ يحتذى ، نموذج يمثل الإسلام حياّ فى هيئة الناس...إنها القدوة والنموذج هى التى تؤثر.... وليس إعادة ذكر وتكرار ما كتب.

    لذلك كان البناء متوجها أساساّ إلى الإنسان العربى...حامل الرسالة...حتى يعطى نموذجاّ حياّ للعالم ليقتدى به ويفكر فى الدين العظيم من وراء هذا السلوك القويم. و من هنا تفسير العنوان:..

    الإسلام وبناء الإنسان العربى

    ثانياّ: عندما نلاحظ ما يحدث فى حياتنا ، ونرى العديد من الأمثلة الحية التى تظهر الفجوة بين قيم الإسلام وبين سلوك نسبة ملحوظة من الناس ، وهى النسبة التى تلتزم بالشكليات وتبعد عن روح الدين وأهدافه ، ومقاصد الشريعة ، ولا تفكر لماذا أرسل الله الإسلام... عندما نرى ذلك ، نسأل ما هو الحل؟ وكيف يعود الدين مؤثرأّ حقيقياّ فى حياة الناس ، عملا وليس مقالات و مواعظ و خطب؟ هنا علينا ان نأخذ خطوتين ، الخطوة الأولى هى الإتفاق على رؤية محددة واضحة لإعاد بناء الإنسان العربى ، والخطوة الثانية هى وضع مشروعات عملية وخطوات تنفيذية لتحقيق الرؤية التى إتفقنا عليها. مع البعد عن العموميات ،وعدم الإغراق فى التنظير والقصص والروايات. مع ترتيب الأولويات فهى من الضرورات القصوى بسبب قيود الجهد و الوقت والمال المتاح. وعلينا ان نتفق على الأتى:...

    ما هى الرؤية المتكاملة لبناء الإنسان؟
    كيف نحقق هذه الرؤية؟
    ماذا نقول ومتى نقول وكيف نقول؟ ومتى نسكت ؟ و كيف نعمل بهدوء لتحقق قيم الإسلام فى الحياة....

    هنا أهمية الأولويات

    ثالثاّ: هناك مستويات عدة للعمل من أجل بناء الإنسان: الفرد نفسه والأصدقاء والأسرة والحى والشارع والسوق والمدرسة ووسائل الإعلام و الوزارت، و السلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية. كل هذه المستويات تتداخل وتتفاعل فى عصرنا الحالى ، وكل منها يؤثر فى الإنسان ، والسؤال هنا كيف يمكن التغلب على كل المعوقات لتحقيق إعادة بناء الإنسان العربى؟ وهل مقولة " إبدأ بنفسك" تصلح هنا؟ وكيف يبدأ الإنسان بنفسه فى جو مملوء بالمغريات والشد والجذب، فيجد كل شاب وشابه ، ورجل وإمرأة (و حتى الطفل أمام شاشة التلفزيون) يجد نفسه تحت جذب وشد و ضغوط من كل إتجاه؟ كل يحاول ان يأخذه معه؟

    رابعاّ: فى عمليات البناء علينا ان تسأل ونجيب على الأتى:...

    ما هو مشروع البناء ؟
    من يقوم بالبناء ؟
    كيف نقوم بالبناء ؟
    كيف يكون البناء الى الأفضل ولا يكون هدماّ؟
    ما هو دورنا فى البناء؟
    ما هو دور الكلام ، والخطب ، والمقالات ، والقصص ، والكتب ، والدراسات ، والابحاث فى البناء؟
    ما هى خطط ، وخطوات العمل المطلوبه للوصول لهذا الهدف؟

    خامساّ: المفروض هو وجود خطط للبناء تربط الفكر بالعمل المنضبط ، ويكون لها أهداف

    1 قصيرة المدى
    2 متوسطة المدى
    3 طويلة المدى

    وان يكون التركيز على العمل الجاد من أجل البناء ، العمل المهنى والإحترافى فى مشروع البناء ، وان يعاد التفكير فى أولويات القضايا التى تطرح، وأسلوب الطرح. وان يكون هناك أجراء دورى ( فى نهاية كل عام مثلاّ) لقياس مقدار تحقق الأهداف، وتصحيح الأخطاء، مع الإلتزام بروح العمل الجماعى

    وفى المرة القادمة سوف أكمل ، إن شاء الله ، مع توضيح فكرتى من مجال الهندسة

    ودمتم
    مع أطيب التحيات

    عبد الحميد

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. الإسلام وحقوق الإنسان
    بواسطة حسن العجوز في المنتدى فرسان الإسلام العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-10-2015, 12:07 PM
  2. الإنسان في الإسلام - عبد الوهاب بوحديبة
    بواسطة أسامه الحموي في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 07-03-2013, 02:44 AM
  3. إنطلاق جائزة حقوقية سنوية لتكريم الإنسان العربي
    بواسطة رغد قصاب في المنتدى فرسان الأدبي العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 09-17-2010, 11:16 AM
  4. مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 04-05-2010, 01:54 AM
  5. القدس في وجدان الإنسان العربي - بقلم هيثم البوسعيدي
    بواسطة هيثم البوسعيدي في المنتدى فرسان المقالة
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 05-21-2009, 06:13 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •