ها قد تجردت أيها الساحر من كل حيلك .. سقطت ورقة التوت التى كانت تخفى عورتك/ " قلبك " فابحث عن حيلة جديدة تستعيد بها مهارتك المفقودة !
يعلم أن تلك المرة غير كل ما فات, وأن لهجتها تشى بأن النهاية حانت .
كم يكره هذا الموقف اللعين ..!
اهتزازات عربة المترو تزيده توتراً.. يحاول التماسك ولكنه يفشل .
كم يكره أن يكون فاشلاً .. !
يتخيلها فى المقعد المقابل له.. تصدر منه ابتسامة على شفة مهتزة متوترة .. يحاول تجميع بعض الكلمات من شتات عقله ولكنها تعصاه ..
ينظر الجالس أمامه إليه بنوع من الريبة فيستعيد وعيه المسلوب ويمنح عيناه طواعيةً للنافذة .
نظر إليه طويلا وهو يمنحه إياها .. لم تكن الابتسامة المعتادة على شفتيه .. بحث عنها جواره ولكنه لم يجدها .. نظر فى عينيه فلمح الدموع تتزاحم فيها فعلم ما به وصمت .
النافذة الزجاجية العملاقة تشى بمن داخلها الزحام شديد, ولكن عيناه سقطت عليها من أول وهلة .
جميلة كعادتها ولكن تلك المرة هى أجمل !
هل نرى الأشياء جميلة حين نفقدها ؟؟
دفع الباب العملاق فاستقبله الهواء البارد فأجابه جسمه برعدة قوية زادته توتراً .
جلس دون كلام
نظرت إليه دون كلام
تلاقت العينان
عين تستغيث بها أن ترحمه من الفراق
وعين ترفض بقوة مصرحة : لا تجهد نفسك انتهى الأمر .
" ماعاد لدى الساحر من الحيل ما يبهر الجمهور .. سقطت ورقة التوت التى كنت تستر هذا القلب .. حاول أن تفعل شيئاً .. الكل ينصرف عنك حتى أقرب مريديك حوارييك محبيك ..
تركوك وحيداً "
يهز رأسه بعنف ليعود ثانية إليها ..
حبل الكلام المقطوع بينهما يزدادا طولا , هو يزداد انهيارا وهى تزداد اصرارا !!
دون أن يعى يخرج من جيبه قطعة الشيكولاته التى تعشقها ويضعها على المائدة فى استسلام .
تنظر اليها وتبتسم يحاول التشبث بتلك الابتسامة .. تحولت ابتسامتها الى ضحكة واسعة يقفز قلبه أملا.
تنظر اليه ملتقطة حقيبتها المجاورة لقطعة الشيكولاته ناظرة إليه فى سخرية وتتركه مغادرة المكان .
" يطفىء العامل كل أضواء المسرح يغلق الباب خلفه دون أن يعى أن فى الكرسى الأخير هناك من يجلس وحيدا دون حراك " .
تطفأ الأضواء يغلق المكان دون أن يشعر العاملون بالمكان أن فى الركن الأخير هناك من يجلس وحيدا دون حراك .
يحيى هاشم
20/7/2007