كيف توطن اليهود في المدينة المنوّرة؟
أوس بن ذبّي اليهودي رجلٌ من بني قريظة وبنو قريظة وبنو النضير يُقال لهم الكاهنان، وهم من أبناء الكاهن ابن هرون بن عمران أخي موسى بن عمران على رسولنا محمد وعليهما السلام، كانوا نزولاً بعد وفاة موسى بنواحي (يثرب) وذلك قبل تهدم سد مأرب وقدوم الأوس والخزرج.
أما كيف وصلوا المدينة؟ فيخبرنا بذلك علي بن سليمان الأخفش عن جعفر بن محمد العاصي عن أبي المنهال (عيينة ابن المنهال) قال: كان سكان المدينة القدماء من (العماليق) وهم قوم أشداء ذو بغي وجبروت منهم: بنو هف وبنو سعد وبنو مطروق، وكان مَلِك الحجاز منهم يسمى (الأرقم) وقد ملئوا محيط المدينة بالزرع والنخيل.
أراد موسى عليه السلام أن يغزوهم فبعث بجيشٍ عرمرم، أوصى الجنود إذا صار لكم النصر فلا تبقوا منهم أحداً فاقتلوهم حتى لو استسلموا... فكان النصر بإذن الله حليفاً لبني إسرائيل، فقتلوهم إلا ابناً للأرقم كان ذا وجه جميل حسن، فارتأوا ألا يقتلوه ويعودوا به الى موسى عليه السلام. فلما عادوا الى بلاد الشام ومعهم الفتى، استنكر قوم موسى فعلتهم وقالوا: ألم يوصيكم نبيكم بقتل كل من تجدونه، والله لن تدخلوا علينا الشام... فعادوا الى (يثرب) وسكنوا في منازل أهلها المبادين.
ولما غزا الروم بلاد العرب، هرب من فلسطين وبلاد الشام اليهود، وقالوا نلتحق بأقاربنا في الحجاز، فلحقهم الروم حتى انقطع التمر والغذاء عن جنود الروم فهلكوا وماتوا جوعاً، في منطقة تسمى اليوم (تمر الروم) حيث ماتوا..
أما اليهود الذي وصلوا المدينة فكانوا بنو قريظة وبنو النضير ويسموا بالكاهنان لانتسابهم الى أبناء هرون عليه السلام، وكان معهم بنو (قينقاع) وبنو (بهدل) وبنو (عوف) وبنو (عكرمة).
ولمّا تهدم سد مأرب جاء بنو أوس وبنو خزرج من اليمن وزاحموهم على المكان وكانت السيادة لهم.