( بانوراما ) - غµ – - 5– Panorama
ريقها .. ريقها سكري
آه ياليل
كتبها: فيصل الملوحيتُرى من صاحبة الضمير الغائبة ( ها ..ها ..) ،هل نتغزّل بفتاة ذات قدّ وحسن خلاب !! لاأكتمكم القول ، قد تكون ! لكنها فتاة لاترقب حبيباً ولا خطيباً و لا زوجا ، ليس سراً يخفى على إنسان ذي مشاعر وأحاسيس مرهفة ، وهو يعيش في حمص العديّة – كانت عدية قبل مصفاة النفط - حمص الفتاة . طالما سمع الحمامصة هذه الكلمات في حمص تردد ، فيتهادى أبناؤها على أنغامها الشجية في رقصات تُؤدّى في فنّ أصيل وقدرة بارعة .. ويتآلف هذا الجمال مع بهاء الملابس العربية البرّاقة التي تخيّلوها من أيام الأندلس – يوم كانت تتباهى بلسانها العربي المعجز –لا ! كفاك ياصاحبي ، هل تريدني أن أغرق في بحر رقصة السماح لأعيش في خيال دون واقع ؟! تكفيني هذه الذكرى العذبة .. ذكرى مافات من أيام زمان .. كادت هذه الرقصة أن تكون اليومَ حلماً في حمص .. مع نغماتها الخلابة المضبوطة بالإيقاع ، وفي حمص الماضي كان يتصدّر الفنَ أهلُ الفنّ الذواقة – قد يكونون أميين – لكن الحس الفني وكذلك الحمية للفن كانا مصدر إلهامهم .ما أبدع الذكرى في الميماس .. وافهم ياصاحبي كلمة الميماس على هواك .. تريد ميماس نهر العاصي مع مايتقدّم عليه ( عاصي الجديدة ) حيث النزهـة والنسائـم العليلـة ، و( قشقاتها ) بكراسيها المكعبة ( المقششة ) ، يرتادها العامّة من الناس والخاصّة من الفنانين والشعراء لاستلهام الطبيعة – فطرة الله الخلابة - ، أم تريد ميماس الدوحة ، ذلك الناديَ الذي اجتمعت فيه مواهب الفن الخالص .. نذرت حياتها لخدمة الفن .. الفن الصادق .. ماكانوا يرجون منه ربحا .. بل كان الفقراء والأغنياء يدفعون من مواردهم القليلة والكثيرة – يكفي أن أشير هنا سريعاً فأقول : يومها لم يكن الأغنياء كما نفهم من كلمة الغنى اليوم ، وليس الفقير كفقير اليوم – كانوا يجتمعون على صعيد واحد ، يجمعهم الفن ، فلا مراتب يومئذ ولا ألقاب – إلا مراتب الفن وألقابه - ، يذوب الكل : صاحب الجاه ، والعامل والموظّف ..في نفس واحدة ، فالكلمة ذلك اليوم للفن ، للفن الخلاق وحده ! فتحلّق الأرواح ، وترفرف في سماء النغمات الخالدة .أين مني تلك الأيام يا حمص ، أين راقصو السماح ؟ نعم !أبدعت حلب الشهباء في السماح والموشّح ..ولكنك – ياأمّ الحجار السود – كنت تجارينها ، وتحاولين ونافستها – وإن لم تمتلكي ما يساعدك على ذلك- لماذا نحرم من تلك الحلقات الدوّارة السبّاحة في الأحلام ، أم نأمل عرضها قريباً في الرائي ( التلفزيون ) ؟!عفوا ، لقد غرقت وضعت - أقدّم اعتذاري لوارداتنا من العالم المتحضّر ، لرقصات أكثر حركة وحيوية ، تؤدّيها راقصات أكثر رقّة وعذوبة ، وتنساب في أجساد مَن يُؤديها رقيقة عذبة ، وتنقلنا إلى حلم نعيشه مع الراقصات المائلات المميلات ، فتمزجه مع أحلامهن المرفرفات . شتّان ، شتّان بين رقصة ترضي أذواق أناسٍ مضَوْا ورحلوا ( وصارت عظامهم مكاحل ) ، وتمايلٍ عذب يرضي ميولنا ولذّاتنا وأجسادنا !!لن أقرر عن أحد منكم شيئا .. الخيار لكم : بين أن تعيشوا مع النغم واللذة .. والسهرات الشهيّة والذوق الغربيّ المترف ( الجَلَب ) ، أم نعود إلى رقصات يحكمها الفنّ الأصيل ، والذوق العربيّ الملهم ( البلدي ) ؟!