تنعكس الرؤيه لتنقلب موازين مستحدثه وقهوتى تسكن خلاياى بقوة قهريه والليل لم يبدا حكايته بعد ولم يلملم اشيائه ..يبعثرنا ..يلطمنا وسخا نتمرغ فيه بلذة ونشوة..نتهامس فى فراشنا المشترك ..نحتضن اوجاعنا الموحدة بشبق دافىء..نتمرغ فوق "الانا" بقوتنا "نحن" ..حين يصبح الواحد فينا كلمه,فعل..يكبر رغما عنها ..حين تكون افعالنا بحجم كلماتنا..بحجم ربطات العنق.
اتفرس ملامح زوجتى الرابضه بقربى ,نائمه كطفل صغير لعلها هى الاخرى تحلم وانفاسها المتحشرجه تلفح وجهى بنعومه غريبه
"افق يارجل انهم متواجدون"
لاند روفر سيارة عسكريه ضخمه تكومت "انا" مع اخرين فوق ارضيتها الحديديه نكتم انفاسنا بقطع من القماش وننزف جراحا ونتنفس عرقا ..خيمه كبيرة وليله رهيبه فى معتقل انصار 2 حيث التوقيف الطويل والشبح والضرب"مين بدو يعترف" ..اسكت "من يعترف عميل"..صفعات متكررة ..زنزانه انفراديه "مين عامل حاله زلمه"..اكور قبضتى "عتليت" يتمدد فى ذاتى واشجار الموز تغطى مساحته والجبل يحرسه..سضغطه اسلاك شائكه ..خسيم منتشرة..رحله معاناة من انصار 2 الى معتقل عتليت..ياللا..قيدونا..اغمضوا اعينكم..انهالوا علينا ضربا ..ديسكو وهراوات..ابو عمار مخرب ونردد ونتضاغط ونتوجع واخيرا .
.صحن برستيك وفرشاة صغيرة ومبيد تى ان تى حتى نكون نظيفين ..عشاء احسسنا به جملا..اضراب عن الطعام..غرفه مستطيله وشباك مرتفع هى زنزانتى
اسفرا"كلمه عبرسه تعنى القيام للعدد
52240 رقمى الشخصى ومازلت عددا حتى اللحظه..بطاقه هويتى..تموينى..شهاداتى..راتبى..عشقى..توهماتى..نزيف ى..اربع شهور متواصله..تمرغنا فى وحل لزج..تناقلنا الحكايا ..ابناء فتح الميامين..سجن نفحه..ابعدوا عن الشيك يامناضلين..اداريه ونضاليه..الكنتين..طاوله تنس.."لاتوقظ اسيرا نائما لعله يحلم بالحريه..وقت القيلوله..حمام ساخن..تعميم يااخوة..سقطت ورقه التوت الصفراء عن عورته..مصطلحات 6 انش..الكيان المسخ.زعقاب ..اوراق مبعثرة..احذيه حديثه..قمعه يااشاوس..كابتن افى..العدد فى الليمون..الرفاق حائرون ويفكرون..عاش حزبنا الشيوعى ورفيقنا لينين..العلمانيه ..الاسلاميه.
تهتز صورتنا ..نتساقط..نتذاوب ..ننكمش..ونجلس فى خيمتنا وادعين ..نحلم بصمت المقهورين والوطن يصغر فينا
حبى انا
تشابكت خيوط الدخان المنبعث من السيجارة..تحاورت بهمس غريب..تحولت الى اشكال اخطبوطيه..دارت الغرفه كطاحونه مهترئه.. انفصلت قضبانها وانفكت مساميرها..تحول المقعد الوحيد الى اطياف بويهميه..نزفت اصابعى دما احمر..تخضبت مقلتاى..احمرت عيناى..اهتزت الصورة المعلقه على الجدار
وحيدا تلك الليله الحزيرانيه..وحيدا اقضم كسرة خبز جاف..تتوقف ..اتجرع ابريقا كاملا من الماء العفن..خصلاتى وشعرى المهوش منذ سنين..لحيتى الطويله توحى بالاهمال ..انشد معزوفتى الليليه
انسحبى من حياتى.. انفصلى ..خذى ماشئت ..انتقمى.. مزقى شعرى ..اسحقينى ..اغرقينى ..حطمينى فى الصميم ..انا منك وانت منى..من اعماقك احيا..رغما عنك ستذوبين بسكاتى فابتعدى عن حياتى
افراد من البشر يمتلىء بهم وجه الشارع ..فوضى عجيبه .."هى الان" تسير بخطى هادئه..تتازم..تتكور..همس خافت..ضحكه..الباعه ينتشرون بين المدرسه الثانويه والمخيم الفقير..اللون الازرق يغطى مساحه الشارع وباعه الخروب والبراد واقفاص الدجاج تنتشر بفوضى عجيبه وبقايا اطعمه
"هى الان" تسرع وتتلوى ..تتوقف بشكل اضطرارى وهى تشاهد سيارة مسرعه..تبصق غضبا ..تتعثر فى بركه مياة..ترفع طرف تنورتها
"السلام عليكم"
تلقى كتبها باستهتار..مراة صغيرة.. حصيرة باهته اللون ..تتنهد "يوم شاق".....تتذكرنى "انا" هذة اللحظه كفارس احلام..تتوقف عند نقطه محددة ومنقوشه بين مسامات العقل.
كان لقاؤنا غريبا ذاك اليوم البعيد ..بدايه ونهايه ..ومضات سريعه ..خفقات قلبينا ..نغسل همومنا سويا ..تتذكرنى منذ نعومه اظافرى .
اتذكر ذالك الولد القذر عندما كنا نلعب فى احد الازقه ..اتذكر كيف امسكت به وكلت له الضربات الوجعه ..اتذكر كيف تجمع حولى الغلمان فما تركونى الاجسدا مثخنا بالدماء.. ذلك الحين شعرت بى ..ارتباط مباشر معى ولم نتزوج بعد