أنس بن مالك الأنصاري
ابن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام النجاري الخزرجي
هاهم الأنصار يرحبون بقدوم رسول الله (ص )وهاهي أم سليم بنت ملحان ( الغميصاء ) ممسكة يد ابنها أنس الذي لم يتجاوز العاشرة قائلة : يا رسول الله لم أجد ما أتحفك به إلا ابني هذا فتقبله مني يخدمك ما بدا لك و يحدثنا أنس فيقول : خدمته عشر سنين فما ضربني ولا سبني ولاعبس في وجهي و إذا دعاه يقول له تحببا : (( يا أنيس )) وقال لي رسول الله( ص ) : ((يا بني إذا دخلت على أهلك فسلم يكون بركة عليك وعلى أهل بيتك))
وقال لي : (( يا بني إن قدرت أن تصبح و تمسي و ليس في قلبك غش لأحد فافعل ))ثم قال لي : ((يا بني و ذلك من سنتي و من أحيا سنتي فقد أحياني و من أحياني كان معي في الجنة )).
و سأل أنس رسول الله (يا رسول الله متى يترك الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ؟ قال : ((إذا ظهر فيكم ما ظهر في بني إسرائيل قبلكم )) قات و ما ذاك يا رسول الله؟قال ((إذا ظهر الإرهاق في خياركم والفاحشة في شراركم و تحول الملك في صغاركم و الفقه في رُذالكم))
و دعا النبي (ص )(اللهم أكثر ماله وولده وأدخله الجنة )) قال أنس قد رأيت اثنتين وأرجوا الثالثة .
و لقد سألت رسول الله أن يشفع لي يوم القيامة قال : (( أنا فاعل )) قلت فأين أطلبك يوم القيامة يا نبي الله؟قال : اطلبني أول ما تطلبني على الصراط )) فإذا لم ألقك على الصراط ؟ قال : (( فاطلبني عند الميزان ))قلت فإن لم ألقك عند الميزان ؟قال: ((فاطلبني عند الحوض , فإني لا أخطئ هذه الثلاث مواطن )) . فشهدته يوم دخل المدينة علينا فما رايت يوما قط كان أحسن ولا أضوأ من يوم دخل المدينة
. يصف سيدنا أنس مدينة الرسول عند وفاته فيقول : لما كان الذي قبض فيه النبي ( ص ) أظلم منها كل شيء .
ورغم ثقل المصيبة ووطأة الحزن تجد صحابة رسول الله يضمدون جراح ألمهم ثم يحملون السلاح و يتابعون الجهاد لأداء الرسالة و الأمانة التي تركها خاتم النبيين عُهدةً عليهم فانطلقوا إلى مشارق الأرض و مغاربها ليرفعوا فيها لواء الهدى و التوحيد و يقروا عين حبيبهم بنصر الإسلام .
وقد استعمله سيدنا أبو بكر ثم عمر على عُمالة البحرين ثم سكن سيدنا أنس في البصرة يعلم الناس فيها ما تعلمه من رسول الله و يجيبهم عن أسئلتهم و يدلهم على هديه ( ص ) و يحضهم على العمل به فما رؤي أحد أشبه صلاة برسول الله ( ص ) من سيدنا أنيس .
و سئل مرة عن صلاة سول الله (ص )من الليل فقال : ( كان لا تشاء تراه من الليل مصلياً إلا رأيته ولا نا ئماً إلا رأيته ) .
و كان سيدنا أنس يقول : ( تعلموا من العلم ما شئتم فوالله لا تؤ جرو بجميع العلم حتى تعملوا ) .
و كان الناس يلتمسون البركة و الدعاء من سيدنا أنس . فجاء إليه مرة قهرمانه فقال : عطشت أرضنا ..... فقام أنس فتوضأ و خرج إلى البرية فصلى ركعتين ثم دعا فرأيت السحاب تلتئم ثم أمطرت حتى ملأت كل شيء و ذلك في الصيف .
كان سيدنا أنس يرى النبي (ص ) في منامه . وكان يعلن عن أمنيته إذ يقول : إني لأرجوا أن ألقى رسول الله ( ص ) فأقول : يا رسول الله خويدمك .
و توفي سيدنا أنس في البصرة و له من العمر 103 سنة و قيل 93 و كانت عنده عصية من رسول الله فأمر بها فدفنت معه .
فرضوان الله على أنس من رفعته خدمة رسول الله مكاناً عليا