ومضة من كتاب : زمن الساعة زمن ميت ..
سبحان الله .. لا يتقدم شيء عن ساعته .. ولا يتأخر .. خمسة عشر عاما .. أقل .. أكثر .. لا يهم كثيرا ..
تلك السنوات كلها .. وصورة من كتاب ( سقوط التكنولوجا) لمؤلفه الألماني فريدريش بونيغر ،تستلقي في مكتبتي .. تستنشق غبارها .. ربما لوحت لي مرة أو مرتين .. لكنني لم أفطن لها!!
قبل يومين .. حانت ساعة ذلك الكتاب !! تأبطته وذهبت به إلى مكتبي في العمل .. وهنا أستومض من مقدمته التي كتبها فريدريك د.ويثهمسن،وهو ينقل حريفا عن المؤلف :
("زمن الساعة زمن ميت،به تتابع الثواني ثانية إثر ثانية في ترجيع رتيب ممل. وهذا الزمن الجماد الميت المقاس بالساعات والعدادات،إنما يجري بتواز مع الزمن الحقيقي للإنسان،لكن بعيدا عنه،وبغض النظر تماما عن حركات المد المرتفعة و المنخفضة في بحر الحياة،حيث لا نجد إطلاقا لحظتين متماثلتين تمام التماثل.
وبالنسبة للعقل المتأمل،تستدعي الساعة فورا فكرة الموت. فتلك صورة شارل الخامس في طور النزع الأخير يدور متنقلا بين الساعات العديدة في مجموعة عادياته محاولا إيقافها أو إعاقة حركتها .. إن هذا المشهد لينضح صدقا بصقيع الموت. إنك لتجده يراقب وينصت إلى الزمن المنطوي المسرع الذي يؤول به لا محالة إلى الموت.
أما طلوع ثمة ساعة منصوبة في ساحة عامة،فهي في نظر كثير من الناس من المعالم والشواهد الرائعة. في حين تلقاها تنذر الإنسان باللسان الحق ودونما إبهام : تذكر أنك زائل) {ص 9 ( سقوط التكنولوجا) / فريدريش بونيغر / ترجمة : سامي الكعكي / بيروت / دار الكندي / الطبعة الأولى 1399هـ - 1979م }.
استومضهما لكم / أبو أشرف محمود المختار الشنقيطي المدني