حكايات لانا والجنية مانا
ــ 3 ــ (( الصلاة ))
خرجت الطفلة الحلوة لانا من غرفتها يا أحباب ،
وراحت تركض نحو أُمّها الحنون وهي تُناديها بصوتها الذي يشبه زقزقة العصافير :
ــ ماما ... ماما ... ماما ... !
إلا أن الأمّ المسلمة المؤمنة لم تُجبها أو تردّ عليها ، فقد كانت مشغولة بالصلاة لله سبحانه وتعالى ،
فرجعت لانا إلى غرفتها منزعجة زعلانة ، تضرب الأرض بقدميها الصغيرتين من الغضب .
فلما هدأ خاطرها نظرت إلى الفانوس الرمضاني السحري ثم أخذته بين يديها وهزّته ومسحت عليه
، وعلى الفور أضاءت لها ألوانه الزاهية وطلعت
منه الجنية الصغيرة والجميلة مانا وهي ترتدي
ملابس
الصلاة .. فهتفت لانا في دهشة قائلة :
ــ مانا ! ... لماذ أنتِ تلبسين كما تلبس أُمّي ... ؟!!
أجابت الجنية الحسناء بصوت يملأه الايمان :
ــ ذلك لكي أصلي يا لانا فقد حان الوقت وأذّن
المؤذّن لصلاة الظهر .
تساءلت لانا مُغرّدة وهي تقول :
ــ وما هي الصلاة يا صديقتي مانا ؟ .
قالت الجنية المسلمة :
ــ الصلاة يا لانا هي العبادة التي نعبد الله بها
كما أمرنا عزوجل ، وهي الفريضة التي كتبها الله
علينا نحن أهل الاسلام من الإنس والجِنّ خمس
مرّات في كل يوم وليلة .. في الفجر ، وعند الظهر ، في العصر ، وعند المغرب ، وفي
العِشاء ، ومن صلّى هذه الصلوات الخمس وعمل
بها طوال عمره رحمه الله تعالى وأدخله جنّات
النعيم مع نبيّنا محمد صلى الله عليه وسلم ، وجعله
رفيقاً للصدّيقين والشهداء والصالحين .
فما كان من لانا الحلوة إلا أن غرّدت بفرح وحُبّ
واقتناع قائلة :
ــ أنا أُريدُ أن أُصلّي معكِ يا صديقتي مانا ، وسأظلّ أصلّي طول عمري الصلوات الخمس
حتى يرضى عني الله سبحانه ويدخلني الجنة
فأكون مع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعباده
الصالحين ! .
فضحكت الجنية مانا وصفقت لصديقتها الفهيمة ..
وكان أن قامتا معاً فكبّرتا بين يدي الله العزيز القدير ودَخَلَتا في صلاة عميقة كلها ركوع وسجود
لله الرحمن الرحيم مالك يوم الدين .
نهاية الحكاية الثالثة
جميع الحقوق محفوظة
بقلم : ايهاب هديب