شعراء سورية في العصر الهيلنستيكان لشعراء سورية حضور قوي في العصر الهيلنستي، الذي امتد على مدى القرون الثلاثة الأخيرة قبل الميلاد، والعصر الهيلنستي يشير إلى الثقافة اليونانية التي انتقلت إلى الشرق مع الإسكندر المقدوني، وتمازجت واختلطت مع الثقافات الشرقية، أي الحضارة اليونانية الممتزجة بالثقافات المحلية في الشرق.
وهذا كان موضوع ندوة «خير جليس» التي أقيمت في ثقافي أبو رمانة، وتضمنت عرضاً لكتاب د. إحسان هندي الذي حمل عنوان «شعراء سورية في العصر الهيلنستي»، حيث أشار د. هندي في بداية الندوة، إلى أن المكتبات العامة والخاصة في البلاد الغربية، تضم رفوفاً خاصة باسم الشعر السوري، والمدرسة السورية في المرحلة الهيلنستية، فهناك حوالي 20 شاعراً عاشوا في تلك المرحلة لا نعرفهم مع الأسف.
وأشار د. هندي إلى أن المقصود بسورية ليس سورية حالياً، وإنما سورية الطبيعية تاريخياً وليس جغرافياً، أي تشمل بلاد الشام وبلاد الرافدين وكيليكيا - شبه جزيرة سيناء وجزءاً من المملكة العربية السعودية، ويشير المحاضر إلى محتويات الكتاب، حيث البداية مع مقدمة تمهيدية للكتاب، إضافة للتعريف بالمصطلحات، كما يضم الكتاب عشرة فصول خصص فصل لكل شاعر، مؤكداً أن هؤلاء الشعراء ليسوا كل شعراء سورية في ذلك العصر، إنما تم اختيار ما يمكن أن يشكل مادة للحديث والبحث، أما الشعراء الذين ضمهم الكتاب فهم:
مليا غروس الغدري، نسبة إلى مدينة غدرة، التي تقع في المثلث الحدودي السوري - الفلسطيني - الأردني مقابل مدينة الحمة.
الشاعر الثاني: أنتي باتروس الصيداوي، نسبة إلى مدينة صيدا - بيلوديموس الغدري من أم قيس - بابيلوس السوري، لم يحدد من أي مدينة، بيو الأزميرلي، نسبة لأزمير على اعتبار أنه كانت لنا جالية كبرى في أزمير - أفيس الأنطماكي - أرانوس السوري من كيليكيا.
ويضم الكتاب أيضاً شاعرة واحدة هي إيرينا الديلوتية، نسبة إلى جزيرة ديلوت قرب خليج مرسين، وهناك الشاعر بوسيدونيوس، ويضم الفصل الأخير الشاعر أوبيانوس.
وقرأ د. هندي بعض القصائد لبعض الشعراء الذين ضمهم الكتاب، حيث اختار القصائد التي تتحدث عن الحب - الطبيعة والعواطف الإنسانية، وبعض هذه القصائد اتخذ أسلوب الحكاية، إذ يؤكد أن أغلب هؤلاء الشعراء تركوا البلاد السورية، وتابعوا حياتهم في أثينا.
وفيما يتعلق ببساطة القصائد واتخاذ بعضها أسلوب الحكاية، أشار إلىأن هذا يختلف من شاعر لآخر، ومن قصيدة لأخرى، والمحدد الأساسي لذلك هو وضع الشاعر.
واختتم د. هندي حديثه بالإشارة إلى افتقاد العالم العربي لكتب تبحث في هذا الموضوع، حيث هناك كتاب لحمدي إبراهيم يتكلم عن الهيلنستية باسم الشعر الاسكندري، لكنه لا يتكلم عن شعراء سورية في ذلك العصر، بل اقتصر على ثلاثة شعراء مصريين، وهناك أيضاً رسالة ماجستير في هذا الموضوع.
من هنا، تبرز حاجتنا في العالم العربي لكتب توثّق تلك المرحلة المهمة في تاريخ الأدب والشعر السوري.
جلال صالح
ت- قاسم سليمان