((أورام في مبادئ طبيب؟؟؟))
سمعت من الناس أن الأيام غيــّرته, فأصبح غير الصديق الذي عرفته أيام دراستنا معاً ,ولكن السماع غير أن تعيش معه لحظة ,و ترى منه الأمر الغريب ,,,فهذا عجاب العجيب أن يصدر من طبيب... تعال معي أسرد لك قصتي باختصار يا حبيب
: زرته بعد أعوام من تخرجنا في عيادته فرحب بي ..وبدأ يشتكي قلة الوارد اليومي وأنه أصبح في كل حارة طبيب لكل عشرة مواطنين قلت له لا تبالغ ...
قال على كل حال الرزق يحب الشطارة ,و حبه للمال بات شعاره...
و أنشد:
إن الدراهم في المواطن كلـها **** تكسو الرجال مهابة و جلالا
فهي اللسان لمن أراد فصاحة ****وهي الحســام لمن أراد قتالا
وكم تعجبت كيف جنـّد أربعة أطفال سماسرة يأتون له بالمرضى ,و كيف تعاقد مع مخبر للتحاليل فمع كل مريض قائمة تحاليل أول اثنان ضروريان و الباقي يأخذ نسبة عليها ..ثم يسرد لي كيف دعمته بعض الشركات الدوائية بنسبة مئوية أو راتب شهري لكتابة أصنافها و...و...
قلت له: يا صاحبي ما عهدتك هكذا فيجيب: الكون كله انقلب أفلا أنقلب رأس على عقب.
و بينما يتحدث.. إذا بعجوز ريفي تبدو عليه ملامح البساطة قد جاء به طفل من السماسرة فأدخله غرفة المعاينة الحالة إسعافية بدأ الطبيب بالمعاينة كاتبا كالعادة التحاليل ومع ازدياد مغص العجوز طلب منه صورة فورية للمرارة و الأحشاء الداخلية فتعجبت ولكن العجب أن أدخل الرجل غرفة صغيرة مظلمة وهمية أشعل فيها و أطفأ أنوارا فوسفورية!!! و قال له ربع ساعة و يأتي الممرض بالصورة الشعاظلالية!! و فعلا أتى الممرض و الصورة الخلـّبية !! بدأ يشرح على الصورة بأن التهاب واضح للزائدة الدودية ! ويجب إحالته ً للمشفى المتعاقد معه ... لم أحرج زميلي عفواً قلت زميلي بل المحتال ببذلة بيضاء خوّان للرازي وابن سينا و لقسم أبقراط خوّان لكل المعايير الإنسانية... المهم خرج العجوز مصفراً أكثر مما جاء به عندها صحت في وجه ذاك الطبيب زائدة دودية في صورة للقفص الصدري يا متسرطن الضمير ويلك من رب العباد قال لا تفسد علي ّ يومي دعني أعيش حلمي قلت له عفوا ً أني اتخذتك يوما ً صديق فهجرانك حقا نعمة و إنك بحاجة لطبيب جرّاح في مبادئك اللأفلاطونية.....خرجت مسرعاً وراء العجوز علنـّي أدركه وأنا أراجع ما حصل هل فيروس انتشر في الذات الإنسانية أم أنها حمى عابرة
هل مجتمعنا بات يتألم في مفاصله أم أنها آلام وقتية..
لا أدري ..
ولكن هل أسكت و أتناول مهدئات.. وأخفف من توتر أوتاري التي أمست يومها تعزف لحناً ممزوجاً بالغضب و الحزن... لا أدري ...
ماذا أقول لكم فرغم أن وسادتي راحة البال و رغم غطاءي منسوج من حبي للآخرين مع خيوط السعادة المرسومة على وجوههم ورغم أن فراشي ماركة لا أذى للخلائق و لا ضرر للعباد لم أستطع النوم يومها...
ولكن دعوني أقول لكم رغم أرقي دمتم نائمين أحبتي و لكم مني تحيتي ومودتي
بقلم فادي شعار