د. عمــران: ليس كل متفــوق مبدعـاً نحـن في بـداية الطـريـق بالنسبة لـرعـاية المتفوقـين
دمشق
تشرين الاقتصادي
الاربعاء 28تموز 2010
ليس هدف الأنظمة التعليمية في كل دول العالم محو أمية الناس فحسب وليس أيضا تزويدهم بمعارف محددة ومحدودة من كل علم.. بل هو تأهيلهم كي يكونوا أفراداً منتجين.. يبادرون إلى حل المشكلات وصياغة نوع جديد من الحياة.. يكون أكثر رقياً يحقق الرفاهية والراحة والمردود المادي الأكبر في معاشهم ويختصر الزمن اللازم لانجاز العمل.
بل إن الأنظمة التعليمية تجهد وتسعى وتدأب إلى اكتشاف المتميزين والمبدعين والمتفوقين في مجال معين أو أكثر كمحاولة أولى في تحديد المخترعين والمفكرين وعلماء المستقبل.
الدكتور كامل عمران الأستاذ في قسم علم الاجتماع في جامعة دمشق أضاء على مسألة التفوق والإبداع من خلال الحوار التالي:
؟ يقول د. عمران الإبداع هو قدرة الإنسان سواء كان طالبا أو غير طالب على انجاز عمله والإبداع فيه. بشكل غير طبيعي كأن يبدع العامل في حل مشكلة ما داخل معمله لم يستطع الآخرون حلها. وقد يكون هذا العامل عاديا وليس مهندسا. الإبداع لا يرتبط بمستوى ثقافي معين بقدر ارتباطه بالقدرة الموجودة داخل الإنسان
كثير من المبدعين لا يظهر إبداعهم لكن إذا توفرت الظروف الموضوعية لهم لظهر إبداعهم بشكل جلي. الإبداع في مجال العلم قد يكون من أكثر أشكال الإبداع صعوبة لان المجال العلمي هو من أكثر المجالات صعوبة لهذا يحتاج المبدع في المجال العلمي إلى شروط كثيرة جدا يستطيع من خلالها أن يحقق سوية عالية جدا في التحصيل الدراسي.
مثلا الطلاب الذين حصلوا على المجموع الكامل هم متفوقون ولكن قد لا يكونون مبدعين في مجالات أخرى. وأيضا قد لا يكونون مبدعين في حياتهم الاجتماعية أو في حياتهم المهنية. إذاً الإبداع له مجالات وبالتالي هو نسبي وما قد يكون إبداعا بالنسبة لشخص ما لا يكون إبداعا بالنسبة لشخص آخر.
؟ الطالب الذي يحقق الدرجة الكاملة هل هو مبدع؟
؟؟ قد يكون مبدعا أو متفوقا وبالتالي هناك فرق بين الطالب المبدع وبين الطالب المتفوق وإذا أخذنا القدرات العقلية لدى الناس نستطيع أن نصنف الناس حسب قدراتهم العقلية ثلاثة أقسام رئيسية:
1 أولا المتخلفون وبالطرف المقابل المبدعون وهذان الطرفان يشكلان نسبة صغيرة جدا. ما تبقى من هذا المستقيم يتدرج من التخلف الى الوسط الى المقبول.. إذا المبدعون هم مجموعة محددة وليست واسعة بينما المتفوقون هم جزء لا يتجزأ من المبدعين، قد يحفظ الإنسان عن ظهر قلب كتابا يصعب حفظه هذا تفوق في مجال الحفظ. قد يحفظ طالب كل مسائل الرياضيات والفيزياء وهذا تفوق لا يستطيع طالب آخر أن يقوم بذلك فهو متفوق في قدراته العقلية. الحفظ ليس أمراً سلبياً كما يتصور البعض لأن الإبداع يحتاج قدرة على الحفظ.
ولهذا لابد من التمييز بين مفهوم الإبداع ومفهوم التفوق فغالباً ما نجد طلاباً لديهم القدرة الفائقة على الحفظ لدرجة أنهم يستطيعون حفظ الكتاب بما فيه من علامات ترقيم وبالتالي ليس كل متفوق هو مبدع.
؟ كيف يمكن أن نجعل من الطالب المتفوق إنساناً مبدعاً؟
؟؟ من السهولة بمكان أن نفعل ذلك ولنا في قصة السيدة ماري كوري دليل واضح على ذلك فالسيدة كوري هي أول من اكتشف عنصر الراديوم المشع وماتت متأثرة بهذا العنصر لكنها عندما سئلت كيف استطاعت التوصل الى هذا الكشف المبدع قالت: هناك 99% جهد وتعب متواصل ليل نهار و1% إبداع وذكاء أعود الى السؤال الذي يضع البيئة الاجتماعية في مكانها وهي القادرة على جعل الكثير من الناس متفوقين مبدعين والعكس صحيح إذ يمكن أن تحول البيئة الاجتماعية الكثير من المتفوقين والمبدعين إلى أناس عاديين رغم وجود الكثير من المبدعين الذين خرجوا من اسر فقيرة ومحرومة وقد يؤدي الحرمان في بعض الأحيان إلى التفوق وطبعا علينا ألا نغفل هنا دور المدرسة أيضا بمناهجها و أساليب التدريس والتدريب وتحويلهم من أناس عاديين إلى مبدعين أو متفوقين والتأهيل والتعامل مع الطلبة وهناك الكثير من الأساتذة الذين يقتلون المواهب الموجودة على سبيل المثال هناك أساتذة يكونون السبب وراء حب الطالب لمادة معينة وإبداعه فيها من خلال أسلوب إلقائه وتقديمه للمعلومة والعكس صحيح ومن العوامل المحفزة على الإبداع والتفوق هناك الجو العام في المجتمع الذي إما أن يكون محفزا على الإبداع أو قاتلا له فالمبدعون هم أكثر الناس تعرضا للضغوط من المجتمع بسبب الحسد الذي يحيط بهم حيث يعمد البعض الى وضع العقبات أمامهم.
؟ هل الجو العام في المجتمع يشجع على الإبداع؟
؟؟ بشكل عام يمكننا القول إن المجتمع بدأ منذ عقود خلت يتجه نحو التشجيع على الإبداع والتفوق من خلال تخصيص مكافآت مادية للمتفوقين والمبدعين إضافة إلى تكريمهم من قبل السيد الرئيس ولقائهم والإيعاز بالاهتمام بهم وتذليل الصعوبات التي قد تعترضهم الأمر الذي يشكل حافزا كبيرا لهم ولا يفوتني هنا أن اذكر العطاء الكبير الذي قدمه السيد الرئيس للطلبة المبدعين بإحداثه المركز الوطني للمتميزين الذي يضم خيرة الأساتذة والخبراء للإشراف على رعاية الطلبة المتميزين ورغم حداثة التجربة إلا أنها تحمل مضامين كبيرة ونحن بهذا نحاول أن نتجاوز الزمن.
؟ هل يمكن أن نخلق من الطالب ذي المستوى المتوسط إنسانا مبدعا؟
؟؟ هناك أساليب واختبارات وأداوت للتقويم متعددة يمر بها الطالب منذ المراحل الأولى ومن البداية تستطيع المؤسسة التعليمية المتخصصة في هذا المجال أن تكتشف درجات الذكاء وتبدأ في توجيه الطلبة الحاصلين على درجات معينة الى مدرسة تستطيع التعامل معهم مثل مدارس المتفوقين لأنه حتى الطالب المتفوق يرتد الى المستوى العادي إذا تم وضعه بين طلاب مستواهم الدراسي عادي.
؟ ما رأيك بتجربة مدارس المتفوقين؟
؟؟ في العالم هناك مدن للعلماء وهذا موجود مثلا في روسيا حاليا والاتحاد السوفيتي سابقا حيث يخضع العلماء الى نظام دراسي معين والى مناهج خاصة بهم.
؟ إذا عزلنا الطلبة المتفوقين عن أقرانهم العاديين عندئذ كيف نحفز الطالب العادي على التفوق ؟!
؟؟ ليس ذنب المتفوق انه متفوق ليس مطلوباً منه أن يجر الآخرين الى مستواه وقد يخسره ونفسه نتيجة لذلك شيئا من قدراته، على سبيل المثال لدي حالة تفوق معينة مهمتي هي تنمية هذه الحالة في ظروف معينة والمتفوق هو ليس إنسانا عاديا كما انه ليس بالضرورة أن يكون كل أفراد المجتمع متفوقين ويكفي أن يكون هناك جزء بسيط متفوق أو مبدع وهؤلاء هم الذين بحاجة إلى رعاية كبيرة لان تقدم المجتمع وتطوره لا يتم إلا من خلال أفكارهم المبدعة والخلاقة سواء كانت أدبية أو علمية أو فنية أو تقنية فلابد من توفير الإمكانات اللازمة لتحقيق إبداعاتهم
؟ هل الطالب المتفوق بحاجة إلى رعاية خاصة كي يستمر في تفوقه في المرحلة الجامعية وهل هي مؤمنة له؟
؟؟ في هذا المجال نحن مازلنا في بداية الطريق ومازالت إمكاناتنا متواضعة وان نبدأ متأخرين خير من ألا نبدأ أبدا وفي المستقبل سنطور هذه الإمكانات المتواضعة لتصبح عالية و التفوق يجب أن يكون سلسلة غير منقطعة لأن أي انقطاع في عملية التفوق سوف يعيد الطالب المتفوق إلى الوضع العادي لأن التفوق يشبه جمرة النار التي تحتاج إلى تحريك الهواء حولها لتبقى متوهجة ومضاءة والطالب المتفوق بحاجة كذلك إلى الرعاية المستمرة وإلى مزيد من الإمكانات التي تجعله يستمر في تفوقه وإبداعه وعادة المتفوق يسابق الزمن وبالتالي يصبح ما كان بالنسبة له أمراً هاما قبل عام وعامين أمراً عادياً لان المتفوق لا يقبل أن يبقى في مكانه وهناك كثير من الطلاب يقبلون بالحدود الدنيا من النجاح لكن الطالب المتفوق يشعر بالظلم إذا خسر علامة واحدة أو علامتين لان الوضع الانفعالي لديه يكون مختلفا عن الآخرين فالمتفوق دائما لديه حالة توتر مبدع.
؟ هل مانراه من معدلات مرتفعة هذه الأيام هو مؤشر على الإبداع ؟
؟؟ قد يكون هذا أحد المؤشرات لكنه ليس كل المؤشرات إلا أن هناك مؤشرات يصعب قياسها ولا نلاحظها إلا عند دخول الطالب الحياة العملية بينما مؤشر التحصيل يسهل قياسه كأن أعطي طالبا مسألة رياضية لم يحل مثلها سابقا عندها يبرز دوره الإبداعي في إيجاد حلول مثل هذه القضايا.
؟ ذكرت أن الحفظ نوع من أنواع الإبداع لكن ما نلحظه أن الطالب غالبا ما يكون سريع النسيان لما حفظه بمجرد انتهاء الامتحان، كيف يمكن ترسيخ المعلومات في ذهن الطالب؟
؟؟ لابد من التمييز هنا بين نوعين من الحفظ هناك الحفظ الصم أو البصم الذي يكون دون فهم للمعلومات أي ترديد الكلام والمعلومات بشكل ببغاوي دون فهم للمعنى وهذا النوع يسهل نسيانه أما النوع الثاني فهو الحفظ القائم على الفهم والتروي واستيعاب المعلومات بشكل جيد. والحفظ هو عملية عقلية لابد منها من اجل مزيد من الإبداعات وليس المقصود هنا الحفظ الصم دون معرفة في الموضوع هناك حالات قد ينسى فيها الطالب المعلومات قبل الدخول للامتحان ويحاول تذكر الكلمة الأولى ليتذكر بقية النص، بينما الطالب الذي حفظ عن فهم فانه يستطيع أن يجيب عن الأسئلة في الامتحان بسهولة دون الحاجة إلى تذكر أول كلمة وقد يعالج الموضوع ويعبر عن المعلومات بشكل أفضل مما قرأ ويستطيع بالتالي أن يضيف عليه من ذاته وهذا هو الإبداع.
؟ كيف يمكن تعليم الطالب الانتقال من التركيب الى التحليل؟
؟؟ لابد من تغيير المناهج وإعداد المدرسين ليس فقط في المراحل الدراسية المختلفة وإنما في المرحلة الجامعية لأن الجامعة هي التي ستخرج الكادر التدريسي الذي سيعود الى المدارس ويتعامل مع هؤلاء الطلاب وعندها سيكون المدرس ناجحا في تغيير العقلية والتغيير لابد أن يبدأ في الصفوف الأولى وإذا أردنا أن نكون منظمين في عملنا نأخذ مدرسة أو صفا دراسيا أو محافظة ونجري عليها اختبارات ونرى مدى النجاح ومدى تقبل الناس لمثل هذه القضايا
إذ إن التغيير في القضايا التربوية لا يتم بسهولة وإنما يتم بعد دارسة طويلة من كبار التربويين والمختصين وعادة نتائج الاختبارات لا تظهر إلا بعد مرور خمس سنوات على إجرائها وبالتالي فنتائج إدخال منهاج جديد لن تظهر إلا بعد عدة سنوات.
وما أود التركيز عليه هو أهمية وجود توجهات ومدارس متخصصة بعد مرحلة التعليم الأساسي لاكتشاف ما هي توجهات الطلاب وميولهم سواء في الفيزياء أو غيرها من العلوم الأساسية
؟ من هي الجهات القادرة على تحديد توجهات الطلاب ؟
؟؟ هناك جهتان أساسيتان الأولى هي الأسرة التي تفسح المجال أمام الطالب لاختيار ما يريد وحسب رغبته والجهة الثانية هي المدرسة التي تساعد الطالب على معرفة ما يريد واكتشاف قدراته
؟ نستطيع أن نجزم أن هناك 90% من الطلاب يدخلون فروعاً في الجامعة مخالفة لرغباتهم الحقيقية وذلك انصياعا لرغبة الأهل، هل نظامنا التعليمي قادر على اكتشاف مواهب وإبداعات الطلاب؟
؟؟ في الشق الأول من السؤال ووفقا للسياسات العامة وسياسات الاستيعاب قد تبدو للوهلة الأولى غير دقيقة وتجميع أعداد كبيرة من الطلبة يجعلنا نستطيع أن نميز بين الطالب المتفوق والطالب المبدع هذا الكم الكبير لا بد أن يفرز نوعية عالية من المتفوقين هذا الأمر جيد ولكنه يشكل عبئا كبيرا على الوطن لان الدولة ملتزمة بتامين التعليم للناس وجزء كبير من الطلبة لا يستفيدون مما يقدم لهم هذا النوع برأيي يمكن تطعيمه كأن نضع اختبارات قبول للدخول الى الجامعة لان الدرجة التي حصل عليها الطالب غير كافية ولابد من وجود نظام اختبارات معينة نستطيع من خلالها أن نكتشف إمكانات الطالب وهل ما يمتلكه من قدرات تناسب الفرع الذي يرغب الالتحاق به في الجامعة واعتقد أن وزارة التعليم العالي بدأت الآن بتطبيق ذلك ورغم أن الاختبار لمدة ساعة أو ساعتين ليس كافيا لتحديد كفاءة وقدرة الطالب لكنه يبقى أفضل من عدم وجوده ولأنه مهما حاولنا أن نجري امتحانا لاختيار الطالب لمدة يوم كامل مثلا سيبقى غير كاف لان إنسانا درس لمدة عام كامل و يتم تقييمه خلال ساعات هذا غير كاف وأود أن أؤكد هنا أن الاختبار هو ليس تقييميا وإنما لمعرفة المؤشرات فقط.
؟ هل لديك اطلاع على آلية القبول الجامعي في أوروبا ؟
؟؟ نعم أولا إعداد الطلاب هناك الذين يتقدمون لدخول الجامعة هم اقل بكثير من إعداد الطلاب الذين يتقومون في سورية الى الجامعة فدخول الجامعة لدى الغرب لا يشكل هاجسا والطلبة الذين يدخلون الجامعة لا يشكلون إلا قلة قليلة ممن تخرج من الثانوية العامة والبقية الباقية يتوجهون للدراسة في المعاهد المتوسطة والمعاهد هناك مغرية بشكل كبير إضافة الى أن نظرة المجتمع الى هذا الموضوع تختلف عن نظرتنا وقد تبين لاحقا أن دخل خريج المعهد المتوسط يفوق دخل خريج الجامعة
؟ الابداع والتفوق لدينا يتجلى في مرحلتين أساسيتين التعليم الأساسي والثانوية العامة وفي المرحلة الجامعية من خلال جائزة الباسل للتفوق العلمي وقد حظي الطلاب بالرعاية في مرحلة التعليم الأساسي من خلال احداث مدارس المتفوقين والمركز الوطني للمتميزين. الطالب المتفوق في الثانوية العامة من يرعاه؟ وهل من الضروري أن يدخل الطالب الذي حاز المجموع الكامل كلية الطب؟
؟؟ أولا الطب مهنة مثل أية مهنة أخرى وعلى الدولة والمجتمع أن يحددا الأولويات التي يريدها كأن أقول أنا هذا العام يجب أن أنتج كذا طنا من القمح لاحقق حاجتي من هذه المادة وكذلك الأمر بالنسبة الى عدد الطلاب الذين سيدخلون هذا الفرع أو ذاك حيث يجب تحديد أعداد الطلاب الذين سيدخلون اختصاصات الطب والصيدلة والهندسات وأركز على العلوم الأساسية لأنها هي أساس تقدم المجتمع وهذه الاختصاصات التي ذكرتها يجب الاهتمام بها لأنها هي القادرة على دفع الإنسان نحو الأمام.
ومن الخطورة بمكان أن يصاب الطالب المتفوق بالغرور لأن هذا سوف يجعله يهمل أداءه وبالتالي يتراجع والتجربة العملية تدل على أن هناك أعداداً كبيرة من الطلبة الذين تفوقوا في التعليم الأساسي لكنهم في المرحلة الثانوية لم يستطيعوا الاستمرار إذاً من المهم أن نعمل على إنتاج العلم في مجتمعنا كي لا نبقى تابعين للغير وامتلاك العلوم الأساسية هي أهم خطوة من أجل الدخول الى العلوم التخصصية وخلاف العالم مع إيران أنها تريد امتلاك ناصية العلم لإنتاج الذرة.
وعلى سبيل المثال ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية خرجت من الحرب وقد دمرت كامل بنيتها التحتية لكنها الآن وبسبب امتلاكها العلم أصبحت أقوى مما كانت عليه في السابق، فالإنسان الذي يمتلك العلم قادر على صنع وفعل أي شي واليابان كذلك تجاوزت بالعلم العديد من الدول المتقدمة وعلى سبيل المثال الرئيس الأمريكي ريغان أعلن حالة الطوارئ وعندما سئل عن السبب وفيما إذا كان هناك خطر سوفييتي يتهدد البلاد فبينت الدراسات أن طالب الثانوية العامة في اليابان يتجاوز بإمكاناته وقدراته نظيره الأمريكي بثلاث سنوات فجند الرئيس الأمريكي حينها كل التربويين والعلماء وحشد كل الإمكانات القومية في أمريكا من أجل تجاوز هذا الأمر في فترة محددة ونحن إذا حاولنا تغيير منهاج كتاب واحد تقوم الدنيا ولا تقعد لان هناك ارتباطاً وثيقاً بمستوى تطور المجتمع إذ لا استطيع أن اطلب من الطلاب تحقيق مستوى يفوق مستوى التطور في المجتمع فإذا أردنا ذلك يمكن أن نحققه من خلال رفع أهداف التعليم لكن هذا الأمر يتطلب تكاليف مادية كبيرة لان جلب أناس متخصصين في هذا المجال يكلف أموالا كبيرة ونجد أنفسنا أمام مشكلة كبيرة نعرفها لكننا غير قادرين على حلها.
؟ هل تعتقد أن أساليب الامتحان المتبعة حالياً قادرة على كشف الطالب المبدع ؟
؟؟ الطريقة المتبعة حالياً هي الأفضل مادمنا لم نصل بعد الى صيغة أفضل ولو وجدت صيغة أفضل لبادر المعنيون في وزارة التربية لإلغاء الصيغة القديمة واعتمدوا صيغة أفضل فكل مؤسسة تحاول أن تقدم ما لديها.
؟ في السابق لم نكن نرى علامات كاملة في الشهادة الثانوية أما اليوم هناك أعداد كبيرة تحقق الدرجات الكاملة فما هو السبب؟
؟؟ هذا الكلام صحيح فأنا حصلت على الثانوية عام 1967 وعندها كان المجموع المطلوب لمن يرغب بدخول كلية الطب 155 درجة أما اليوم فلا يدخل كلية الطب إلا من حاز الدرجة التامة تقريباً، وهذا ما يدفع العديد من الطلاب الى التفوق للحصول على الدرجات التي تؤهلهم لدخول كلية الطب إضافة الى تطور التعليم وتحسن نوعيته كلها عوامل أدت الى ارتفاع معدلات النجاح.
http://www.tishreen.info/_madar.asp?...20100728114554