"مرسي" انتصار للأمة العربية والإسلامية
د. فايز أبو شمالة
الارتياحالنفسي الذي غمر نفوس المسلمين والعرب والمصريين بفوز الرئيس "محمدمرسي" ستتصاعد تداعياته بالتدريج على مختلف المستويات الحياتية في مصر،وسيتطور سريعاً إلى مزيد من الثقة بالنفس، والتلاحم المجتمعي، والتعاطف الروحيداخل معسكر أنصار الثورة، لقد دخلت جمرة المحبة إلى نفوس الشعب المصري لمجردالإعلان عن فوز الرئيس "محمد مرسي"، لقد شعر المصريون أنهم أقوياء،وأنهم أصحاب القرار، وأنهم أهل مصر الحقيقيين، وأنهم ناسها الطيبون، فلا باشا بعداليوم إلا المصري، ولا بيه، ولا أفندم، ولم يبق في الميدان إلا الشعب المصري نفسه،الشعب الذي ثار في ميدان التحرير، ونحج في بسط كف إرادة التحدي على كل أرجاء مصر.
منذاليوم صار لمصر شرعية واحدة، ورأس قيادي واحد، ورمز يلتف من حوله المصريون الجدد، وهميبنون مصر الجديدة، مصر العقيدة والثورة، مصر الشموخ والكرامة، مصر العلم والحضارة،مصر الصحة والعافية والتطور والصدق والإخلاص والوفاء، لقد انتهى زمن اللعناتالسبعة التي ضربت شعب مصر عشرات السنين.
لقدتنفس العرب جميعهم الصعداء، ودخل نفوسهم الشعور الإنساني الرقيق بأنهم لا يقلّونعقلاً ولا علماً ولا ثقافة ولا حضارة عن باقي شعوب الأرض، لذلك لن تكتفي الشعوبالعربية بدور المتفرج على فوز شعب مصر بالرئاسة، من اليوم ستحاكي شعوب العرب تجربةالمصريين في اختيار رئيسهم، وستتعلم الشعوب العربية في مدرسة مصر الرئاسية.
سيؤثرفوز مرسي على جبهة أعداء الثورة، أولئك الذين انفرط عقدهم مجرد سماعهم زغرودةالنصر، لقد تفكك تحالفهم، ودخل الشك إلى نفوسهم، ليبدءوا بالتآمر على بعضهم البعض،والنكوص على خطواتهم، وسيفر منهم من يفر، ويتوب عن معاصيه السياسة والإدارية منيتوب، وسيلتحق بشعب مصر من قلت خطاياه، وستجد النواة الصلبة لنظام حكم مبارك نفسهاوحيدة منعزلة، قد تخلى عنها بالتدريج مفكروها، وإعلاميوها، ومنظروها، وشخصياتهاالمركزية، وسيتبدد مالها، قبل أن تستلم طائعة لإرادة شعب مصر.
منذاللحظة الأولى التي أعلن فيها عن فوز "مرسي" بالرئاسة دخل الرعب في قلوبأعداء مصر الخارجيين، الذين سيرتدون على أعقابهم خائبين، ليبدأ بعضهم التودد لمصرفوراً، والاستعداد لتقديم المساعدة بهدف تبييض صفحتهم، وإثبات براءتهم عن نظاممبارك، من اليوم ستخر لرئيس مصر الجبابرة صاغرين.
اليومبدأت عقارب ساعة مصر الحضارية تسير في الاتجاه الصحيح، لذلك نهنئ أنفسنا قبل أننهيئ المصريين بفوزهم في الانتخابات، نهنئ فلسطين برئيسها المصري محمد مرسي تماماًمثلما نهنئ مصر برئيسها، الذي يمثل إرادة مصر التي نهضت من كبوتها، وراحت ترفرف فيسماء الشرق قوة عربية صاعدة.