الأبيات وجهتها إلى أختي الأشبه بوالدتي من بين أخواتي.
تتجدد الذكرى ويتجدد الألم والدعاء لها بالرحمة " أو ولد صالح يدعو له "
أدعو الله تعالى أن يهدينا سواء السبيل.
وإنا لله وإنا إليه راجعون.
يا للقصائد هيجت أشجاني = أيعود لي وهج مضى من ثانِ
عجبا لقلب جمدته ثلوجه = من بعد أن عانى من الغليان
والآن عاد لما مضى بخياله = فجرت بما قد ذوّب العينان
أكفف دموعك لا تفيد فإنها= توقيعه في دفتر الأحزان
تبقى وحيدا والمكان ملبّدٌ = بالناس لكن ليس بالإنسان
يا ويح نفسي إذ تحاور ذاتها = فتصدها كتحاور الطرشان
هي نفثة لك يا أخية صغتها = كم بيننا من وحدة الوجدان
لولا مقامك لم أكلفْك العنا = في شرح بل في ذكر ما أعناني
فأنا الوحيد ولا سمير هنا سوى = طيفٍ جميل غاب من أزمان
واليوم عاد فمرحبا بنسائم = يحملن عبق الورد في نيسان
في رقة لكنها قد وصّلت = تيّار حبٍّ قد سرى بكياني
هو لم يغب، بعض التناسي حيلةٌ = هيهات ما إن ذاك بالنسيانِ
عشرٌ مررن سريعة وبطيئةً = عجبا كذا! وكلاهما في آن؟
أنفاسها تلغي الزمان وفقدها = يثني عقاربه عن الدوران
أفدي التي رحلت وأفدي طيفها= إن لم أُفَدّهما فما أشقاني
عهدي بها في اللحد إذ أنزلتها = ووددت لو أكفانها أكفاني
كم ذا نهلت الشهد من (أقدامها) = لا شيء بعد رحيلها أرواني
كم ذا يضيق الشعر عن ولهي بها = فالصمت في حبي لها ديواني
مُدّي يديك إلى وحيد متعَبٍ = ودعيهما حولي فلا يدَعاني
ولتُسمعيني ما ألفت سماعه = " يرضى عليك الله قدر حناني
وبقدر ما نظرت عيون للسّما= ومشت على وجه الثرى رِجلانِ
وبقدر ما رمشت جفونٌ رمشةً = أو وُحّدَ الرحمن عند أذان"
أمّاه والذكرى تهيّج بي الأسى = فيفيض مخزوني من الأشجان
حُلم به عمري أبيع، ببعضه = من فاز مثلي ليس بالخَسران
يا أيها الحلم الكريم غمرتني = بالودق بعد تصحر أضناني
أخشى أفيق على الحياة وضنكها = في نومتي يا صاحبيّ دعاني
أدعو لها الرحمن واسع جنةٍ= ما خاب من يرجو جَدا الرحمن