ضعوا مريضكم في ميدان عام.. فقد يشفى
كان شعب وادي الرافدين قديماً، إذا ما مَرِضَ أحدٌ فيه، وعجز أهل الدار ومن حولها عن علاجه حتى لو أحضروا مَن يعرفوا من أطباء، يحملون مريضهم ويضعونه في ميدان عام، فسيمر المارة عليه، فمن بين المارة لا بُد وأن يكون هناك من وقع له قريب في مثل هذا المرض، وتم شفاؤه بوصفة ما، فيقترح على أهل مريض الميدان وصفته، فيشفى بإذن الله.
في بلادنا العربية، الكُلُّ يشخص أن الأوطان مريضة، ولكن مرضها متروكٌ لأشخاص أو مجموعات ادّعت القدرة على المداواة وهي أبعد ما يكون عن تلك القدرة، فمدعين يجلسون في أماكن ضيقة ودوائر ضيقة يتداولون في أسباب المرض لمدة عقدين أو ثلاثة ولا يخرجون بنتيجة، اللهم أن المرض الرئيسي قد (فَرَّخ) أمراضاً جديدة، فهنا المصيبة.
ماذا نسي أحدهم من وصفات، وقد دامت محاولاته عشرات السنين؟ وحتى لو مات المُعالِج (بكسر اللام) لورث للمعالَج (بفتح اللام) (تمبلاً) آخر.
والمصيبة الكُبرى، أنه إذا صاح المريض من شدة الألم وصفه المعالجون بأنه ناكر للجميل و (يغنج) فوضعه سليم وأموره ماشية، ولكن هناك من يلعب برأسه متآمراً عليه!
ألم يئن الأوان لحمل مريضنا ووضعه في ميدان عام، فلا بُد أن يكون هناك من أبناء الوطن من يعرف وصفة لعلاجه!