قطيع الكلام و التشفي ..
كفاكم ما تبرقعون به الوجوه
فما زادتكم أمريكا إلا صغاراً في عيوننا
وما وهبتكم طائفيتكم إلا مزيداً من حقد الناس عليكم ..
يا من ساروته ظنونه بأنه خير منه , وإلى كل من قال له إلى جهنم ..
أقول :
إنْ كانَ حَقَّاً مَا تَقُولُ وَ تَدَّعِي=فَارْكَبْ مطَايَا المَوتِ في مِعْرَاجِها
هَذي ( سَمَرْقَنْدٌ ) وَ تِلْكَ ( طُلَيطِلٌ )=وَ هُنا بَقايا المَجدِ في قرْطَاجِها
صَرختْ تُنادي : وَيْكِ أُمَّةَ يَعْرُبٍ=نُكِأَتْ جِراحي عُنْوةً بِعِلاجِها
فتَحَشْرَجَتْ قِطَعُ الحُروفِ بِثَغرِها=وَ تَدَفَّقَ المِهْراقُ مِنْ أَوْدَاجِها
مَا لِلْعروبةِ - يَا عِراقُ - تَمَزَّقَتْ=نَزَفَتْ دِماهَا في خنَا مِضْراجِها
كُلُّ الأُسُودِ تَقَهْقَرَتْ حَتَّى عَوَى=صَوتُ الذِّئابِ تَشَهِّيَاً بِنِعاجِها
أَينَ الشَّرِيعةُ يَا بَنِيَّ ؟؟ لََقَدْ هَوَى=حُكْمُ العَدَالةِ مِنْ عُلا أَبْرَاجِها
وَ تَرَنَّحَتْ تَحتَ السَّنابِكِ دولةٌ=بِالعَدْلِ قَدْ خَتَمَتْ عَلى مِنْهاجِها
وَ طَغَى الولاةُ فَمَا اسْتَقَرَّ بَلاطُهُمْ=حَتَّى اسْتَبَدَّ الظُّلْمُ في حَجَّاجِها
فإذا الأّميرُ تَنَازَعتْهُ ظُنُونُهُ=نَادى : ( أَنا فِرْعَونُها بَفجاجِها )
فَتَحَلَّقَتْ مِنْ حَولِهِ أَعْوانُه=وَ تَكَلَّفَتْ زِيفاً إلى ( مِهْرَاجِها )
حَجَّتْ إِلى مِحْرابِهِ وَ دَعَتْ لَهُ=وَ لِكَفِّهِ زُلْفَى رَمَتْ بِخراجِها
هَذا أَميرُكُمُ , وَ تاجُ رُؤُوسِكُمْ=فَهَبُوا لَهُ الحَمْراءَ في دِيباجِها
غَنُّوا لَهُ الأشعارَ طُراً إِنًّهُ=طَرِبَتْ مَسَامِعُهُ إِلى صَنَّاجِها
وَ اسْقُوهُ مِن كَفِّ القِيَانِ قُهَيْوَةً=دُقُّوا لَهُ دَقَّاً عَلى مِهْباجِها
قُولُوا لَهُ : ( أَمْنُ الرَّعيَّةِ قَائِمٌ=كُلُّ العُيونَ سَهيْرَةٌ بَحجَاجِها )
تَسْري لَكُمْ بِالمَوتِ خَيْلُ خُصُومِكُمْ=وَ تَنُوشُكُمْ حُوَمُ الرَّدَى بِعَجاجِها
نَصلاتُهُمْ تَقْتَاتُ لَحْمَ أَميرِكُمْ=تُرْدِيْهِ مَهْبُوْرَاً عَلى أَدْرَاجِها
سَلْ عَنْ سَرايا ( طَارِقٍ ) بَحرَاً هُنا=فِي لُجَّةٍ عَبَرَتْ على أَمْوَاجِها
سَلْ عَنْ جُيوش ( أُمَيَّةٍ ) فُتِحَتْ لَها=أَبوابُ ( فَارِسَ ) رغْمَ صَكِّ رِتَاجِها
سَلْ جَيشَ ( هَارون الرَّشيدِ ) بِفَتْحِهِ=دُكَّتْ مَصَاريعٌ على مِزْلاجِها
سَلْ عَنْ ( صَلاح الدِّينِ ) ثَأْرَ عُرُوبةٍ=دَانَتْ لَهُ مِنْ مِصْرِها لِــ ( ـعِرَاجِها ) ...*
ما ضَاعَ مُلْكُ العُرْبِ إِلَّا بَعْدَما=هُجِرَتْ مَسِيرةُ ( أَحْمَدٍ ) بِسِراجِها
مَا ضَلَّ مَنْ سَارَتْ بِهِ أَقْدامُهُ=دَرْبَ الحَبيبِ على خُطى مِنْهاجِها
اللهُ أَكبرُ يا عُروبةُ هَدِّمَتْ=فِرَقُ الطوائِفِ مَجْدَنا بِنتاجِها
وَ تَشَرْذَمَتْ مِلَلٌ بِأَمْرِ ولاتِها=وَ تَأَطَّرَتْ أُخْرى عَلى إِحْراجِها
فَلِكُلِّ طَائِفَةٌ إِمامٌ مُقْتَدَىً=وَ جُنَيْدُها سَيْفٌ عَلى حَلَّاجِها
وَ سَوادُ شَعْبٍ كَالقَطِيْعِ وَ كَلْبُهُمْ=نَبَّاحُ صَوتٍ هَمُّهُ بِدَجاجِها
وَ العَالمُ الغَربيُّ يَنْظُرُ نَحْوها=كَقَدِيْدَةٍ يَسْعى إِلى إِنْضَاجِها
قَدِمَتْ بَوارجُهُ تَعُومُ بِبَحرِها=وَ مَدافِعُ النِّيرانِ نَحوَ سِياجِها
وَ الطائِراتُ مُحَلِّقاتٌ فَوقَها=أَهْلاً بِها : ( فَانتُومِها , مِيراجِها )
............
* عراجها = عراقها