السلام عليكم
كل يوم نكتشف تراجع المرونة الحوارية وبعض تصلب في الآراء! وبات كل معتد برايه وتراجعت المقدرة على الحوارات الزكية.
ماهو السبب؟ كيف نحاول الخروج من هذه الورطة التي تودي بكل متعصب الى مطبات عويصة.
هناك معالجة لامر كهذا في كتاب الاسلام والغرب للاستاذ بشار بكور..طرح فيه هذه المشكلة بقوة :
ونحن هنا نعرض الفكرة للنقاش:
قال : وقلت لعثمان البرّي :دلني على باب الفقه , قال : اسمع الاختلاف , ان الحل الرئيسي للقضاء على بلاء التعصب
لراي ما, او مذهب معين , هو الاطلاع على ماأثير حوله من خلافات وآراء متباينة.
*****
نعود لنقاشنا : نعاني في مجتمعنا اننا نميل لكل من نقترب منه فكريا ووجدانيا ونغفل عن ان نسمتمع للطرفين بحياد نحن دوما اما مائلين او مميلين!!
نبحث عن مصالحنا مع فلان وعلان او ماذا سنجني من هذا وذاك وهذا امر طبيعي جدا جدا.
عبارة قيمة جدا مرت في الكتاب:
ان بارقة الحقيقة تظهر من مصادمة الافكار
*********
وهذا عين الحق....
قال تعالى:
وأولها قوله جل وعلا :
((لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم أن الله يحب المقسطين * إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولهم ومن يتولهم منكم فأولئك هم الظالمون)).
قال ابن كثير(رحمه الله): أي لا ينهاكم عن الإحسان إلى الكفرة الذين لا يقاتلونكم في الدين، كالنساء والضعفة منهم أن تحسنوا اليهم وتعدلوا معهم إن الله يحب المقسطين.
تسن عموما تلك الآية الجليلة مبدا المعايشة والمودة بين المتخالفين في العقيدة وهو امر جوهري تماما...ويكرس مانبحث عنه..
قول سماوي آخر:
"ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن"
يقول الله تبارك وتعالى : (وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) (العنكبوت : 46 )
يعني :
نورد ماورد في الصفحة 179 من الكتاب:
لما هاجر النبي صلوات الله وسلامه عليه:
الى المدينة وفيها اعداد كبيرة من اليهود اقام بينه وبينهم ميثاقا تحترم فيه عقائدهم.
عن الشيخ الراحل:
في المعاملات العامة بين الناس كثيرا مانفصل بين عواطفنا بازاء شخص معين وبين حكمنا على افكاره ومعارفه. فنقول:
فلان يعتقد كذا وكذا من الاخطاء الغريبة ومع ذلك لانبالي بما يسكن ذهنه من اغلاط و نلتفت الى السلوك العام فحسب ثم نبني عليه شتى الصلات ..انني مستعد لمصادقة امرئ يؤمن بان الارض محمولة على قرن ثور و....بل انني اعتذر لشرود كثير من اصحاب العقائد الباطلة واقول في نفسي :
وراثات كبلت عقولهم وقيدت مشاعرهم وما يمكن ان تنفك قيودها , ولا ان تتقطع حبالها الا على ازمنة متراخية يسودها السلام.
**********
اخوتي في الله :
في الحروب يخسر طرف واحد هذا ما يظهر لنا اكيد ولكن على المدى البعيد : كلا الطرفين سوف يخسر حتما ذلك لمن يتتبع عورات التاريخ بدقة.
الحروب دليل عدم وجود سلم داخلي في النفوس لماذا؟ لان الافكار والعقائد غير متوازنه تماما فكيف نساعد هؤلاء الذي نرثي لحالهم؟
حيث ان طمعهم ربما جعلهم يردون التهام الكرة الارضيه كاملة!!!
*******
عبارة الخلاف لايفسد للود قضية عبارة حق لم تصل له بقوة!!وربما انحرفت بنا...ولو بصمت..فننصرف عن الود مع كل من خالفنا الراي وندعي الموضوعية.
**********
ورد في الصفحة 187 للكتاب آداب الحوار لنستعرضها معا ونراقب انفسنا بموضوعية:
1- اظهر احترامك وتقديرك للطرف الآخر.وتجنب ألفاظ الشتم والاستهزاء والسخرية.
2- تعلم حسن الاستماع وركز انتباهك على مايقوله الطرف الآخر ولاتنشغل عنه ابدا
3- لاترد كلام الطرف الآخر قبل ان تفهم مراده تماما.
4- لاترفع صوتك على خصمك.
5-ابحث مااستطعت عن نقاط الالتقاء بينك وبين الآخرين , وابدا نقاشك بها.
6-تحنب الاختصار المخل والتطويل الممل.
7- وأخيرا لاتنس الابتسامة , فأن لها تاثيرا لايستهان به.
***********
أترك الموضوع بين أيديكم
الخميس 22 10-2009